
رزان زعيتر
الرئيس المشارك / التحالف العالمي للسيادة على الغذاء PCFS
مقال منشور في يومية "رأي اليوم" اللندنية
24 تموز/ يوليو 2023
عشية انعقاد مؤتمر " تقييم منجزات قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية +2"، المنعقدة من 24 إلى 26 تموز/ يوليو 2023 في روما، وبما أنه لمرة أخرى لم تتم استشارة المجتمع المدني والمحلي المعني بقضية الأمن الغذائي بطريقة حقيقية في المؤتمر الحالي كما في المؤتمر الأول عام 2021، ما يجعل هذا الحدث كغيره فقاعة لا تغني ولا تسمن من جوع إلا للأثرياء المتخمين، وبالتالي سنفعل كما فعلنا في التحالف العالمي للسيادة على الغذاء PCFS، والذي أتشرف برئاسته حالياً، إذ عقدنا حينها أي عام 2021، قمة ظل تتحدث بلسان الشعوب تحت عنوان "قمة الشعوب العالمية للنظم الغذائية" من أجل أنظمة غذائية عادلة ومستدامة وذلك لمواجهة القمة "الصورية" وجدول أعمالها. وحتماً سنواصل معارضة المخططات المشينة لرأس المال الاحتكاري للسيطرة على الغذاء في العالم.
وعبر العديد من الجلسات والحوارات المعدة للمؤتمر حول مفاهيم ضبابية مثل "الأعمال التجارية" و"التكنلوجيا" و"التحويل" و"تعدد أصحاب المصلحة" ستُعمق هذه الأطراف سيطرتها وتضفي الشرعية على أهدافها الربحية الخالصة.
إن من ضمن "الإنجازات" التي ستقدم في التقييم مبادرة "مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة WBCSD" وتضم المبادرة 200 شركة مصنفة "عبر وطنية TNC" والبرنامج التدريبي لرائدات الأعمال الريفيات والممول من " كورتيفا أجريساينس Corteva Agriscience" وهي إحدى أكبر شركات الكيماويات والبذور في العالم، وبالتأكيد ستعكس هذه العروض أولويات الممولين.
لا يوجد أمل لمستقبل شعوبنا وكوكبنا إذا لم نتحرك نحو حماية وتطوير أنظمتنا الغذائية المحلية وبالتالي علينا تكثيف نضالاتنا على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي لجعل النظم الغذائية عادلة ومنصفة وصحية ومستدامة. ولا يمكن بناء أنظمة غذائية عادلة دون الاعتراف بحق الناس في الوصول للأراضي والبذور ومدخلات الإنتاج الأخرى، ولا يجوز حرمان الشعوب من هذا الحق إما من خلال تسليعها وتحرير أسعارها، أو لأي سبب آخر سواء الفقر أو الحروب أو الصراعات أو الاحتلال.
ولا يمكن بناء نظم غذائية منصفة دون إرادة سياسية سيادية للدول والشعوب لإنتاج الغذاء بناءً على ظروفها وأولوياتها واحتياجاتها الخاصة، كما لا يمكن بناء نظم غذائية صحية بالتغاضي عن حق الشعوب في الحصول على طعام مغذٍ وكافٍ ومناسب ثقافياً عبر زراعة أيكولوجية بأسعار مناسبة.
وأخيراً، لا يمكن بناء نظم غذائية مستدامة إلا من خلال حق الناس في كوكب صحي وبيئة مستدامة خاصة حماية الموارد الإنتاجية وسبل الإنتاج خاصة في ظل الأزمات الطبيعية والتي من صنع الإنسان، وبشكل رئيسي التوقف عن استخدام الغذاء كسلاح ووسيلة للعقاب الجماعي.
وختاماً نؤكد أنه من خلال الحراكات والمجتمعات الواعية والقوية والحازمة التي تطالب بالشراكة والمساءلة مع الحكومات والقطاع الخاص ومنابر الأمم المتحدة، من خلالها فقط يمكن النضال من أجل اصلاح السياسات والبرامج القادرة على تحقيق تحول جذري في النظم الغذائية، وعليه يجب أن نوسع ونعزز جهودنا عبر حملات محلية وإقليمية من أجل اصلاح حقيقي يقودنا للسيادة على الغذاء، وبالتالي يمكننا بناء مستقبل خال من الجوع والحرمان والدمار.
لقراءة المقال على موقع "رأي اليوم" اضغط هنا