"الشبكة" و"العربية" وشركاؤهما ينظمون القمة الشعبية للنظم الغذائية
الصورة

في حدث استثنائي شهد تفاعلاً ومشاركة واسعة من قبل مئات الشخصيات النخبوية والأكاديمية والمنظمات الزراعية في العالم.. قدمت العربية لحماية الطبيعة والشبكة العربية للسيادة على الغذاء مداخلات هامة خلال قمة الشعوب للنظم الغذائية، والتي أقيمت بتنظيم من التحالف العالمي للسيادة على الغذاء (ANFS) إلى جانب حشد من المنظمات الدولية من بينها "العربية" و"الشبكة"، على امتداد ثلاثة أيام (21-23 أيلول\سبتمبر 2021).

وجرى عقد القمة الشعبية تزامناً مع انعقاد قمة النظم الغذائية التابعة للأمم المتحدة (UN - FSS)، وذلك في إطار الردّ على هذه القمة جراء تجاهلها لتطلعات صغار المزارعين في العالم.

وخلال افتتاحها للقمة الشعبية، تساءلت رزان زعيتر، رئيس الشبكة العربية للسيادة على الغذاء والرئيس المشارك في التحالف العالمي للسيادة على الغذاء "من يقرر مستقبل أنظمة الغذاء؟ منتجوه من المزارعين والفلاحين والعاملين الزراعيين والصيادين والرعاة والشباب والنساء والفقراء والجوعى، وكل من يعتبر الأرض والبذور هي مصدر الحياة وليست سلعة تجارية، أم الشركات الكبرى والأنظمة والحكومات التي تجوّع الشعوب وتسلّع الأرض، وتشن الحروب المدمرة وتعسكر الغذاء والماء، وتجني الأرباح الهائلة عبر الاحتكار والاستعمار؟".

وكان منظمو القمة قد حذروا في ندوة سابقة على هامش القمة من محاولات الشركات الكبرى الساعية إلى الربح إقصاء المنظمات المدنية عن المشاركة في أي رؤى وتصورات للنظم الغذائية، لافتين إلى أن القمة الأممية تفسح مجالاً واسعاً لهذه الشركات التي تسعى إلى إملاء السياسات التي تناسبها على حساب الأنظمة المحلية والمزارعين.

وبينت زعيتر أن "قمة نيويورك" اختطفت عنوان القمة الشعبية، ليصبح عنواناً لمؤتمرهم أيضاً، مستهجنة بالقول "كيف تكون قمة شعوب -كما تدعي القمة الأممية- ولم يُستشر ممثلو الشعوب فيها، لا في وضع الأولويات، ولا في التنظيم ولا في المضمون، ولا حتى في دعوة المجتمع المدني والحركات الاجتماعية لتنظيم مؤتمر موازي كما يحصل عادة؟!".

من جهتها قدمت مريم الجعجع، مديرة العربية لحماية الطبيعة إضاءات هامة حول واقع الأمن الغذائي في الدول التي تعيش أزمات أو صراعات أو حروباً، لافتة إلى جهد "العربية" في قيادة المجتمع المدني العالمي، لإنجاز "إطار العمل لمواجهة انعدام الأمن الغذائي في ظل الأزمات الممتدة"، بعد ثلاثة أعوام من المفاوضات، والذي أنصف آنذاك المجتمعات التي تعيش في ظل الحروب والصراعات، وجرى إقراره لجنة الأمن الغذائي العالمي (CFS)، لكن قمة النظم الغذائية التابعة للأمم المتحدة تجاوزته.

كما عرضت تقريراً مفصلاً حول الندوة التي عقدتها "العربية" و"الشبكة" ومجموعة من الشركاء الدوليين بتاريخ (27\7)، تحت عنوان "مسار الشعوب نحو الأمن الغذائي والتنمية الحقيقية والسلام العادل" والتي جاءت في سياق الفعاليات المناهضة لقمة (UN - FSS)، مبينة المشاكل والخروقات التي تشوب القمة، بالإضافة إلى توصيات المشاركين وخلاصاتهم.

وفي استضافة أخرى خلال الندوة، قدمت الجعجع عرضاً حول برنامج المليون شجرة في فلسطين كمشروع رائد في تثبيت مبدأ السيادة على الغذاء، ونموذج ومثال عملي ومضيء في إطار دعم النظام الغذائي وتمكين صغار المزارعين. 

يشار إلى أن هناك تخوفات حقيقية من إرساء الأمم المتحدة لنظام غذائي غير عادل وغير منصف وغير صحي وغير مستدام، ينسجم مع سياسة الاحتكارات العالمية في الإنتاج الزراعي والتجارة؛ والتي تسعى إلى الاستيلاء على الأراضي العالمية والدمار البيئي بهدف الربح.