زعيتر: القوى الإمبريالية تستفيد من "الصدمات" لتنفيذ سياساتها على الشعوب
الصورة

ترأست رزان زعيتر، المنسق العام للعربية لحماية الطبيعة، والرئيس المشارك للتحالف العالمي للسيادة على الغذاء، ندوة الكترونية (ويبينار)، الجمعة (19 حزيران\يونيو 2020)، بدعوة من الرابطة الدولية لكفاح الشعوب (ILPS)، للحديث حول سبل مقاومة سياسة المجاعات، ومواجهة مخططات الهيمنة الإمبريالية السابقة والمطروحة حالياً على الغذاء والزراعة في ظل وباء كورونا.

وأكدت زعيتر في افتتاحية الندوة الافتراضية على أهمية الموضوع الذي تحمله، لافتة إلى أن الحديث جاء في وقته، تمهيداً للمبادرة بالعمل قبل فوات الأوان، وسوى ذلك سيتعين على المجتمعات أن تتحرك ضمن دائرة ردّة الفعل، مشيرة إلى ما صدر عن برنامج الغذاء العالمي بأن الأزمة الغذائية القادمة ربما تكون الأسوأ منذ عقود، حيث نسب الجوع في العالم في تصاعد مضطرد.

وشددت على أهمية التحرك على وجه من السرعة، مضيفة أن القوى العظمى تستفيد من "الصدمات" لتنفيذ سياساتها على الجماهير والمجتمعات، وأن الدول والشعوب التي تتلقى الصدمة مستعدة لاستقبال أية حلول مطروحة في هذا الوقت، مشيرة إلى فشل السياسات النيوليبرالية، وهذا أمر لم يعد بالإمكان إخفاؤه على حدّ تعبيرها، لافتة إلى أن كورونا كشفت الكم الهائل من العنصرية وغياب الأخلاق لدى القوى الامبريالية. 

ومن جملة ما قالته في الندوة حديث هام عن "عقيدة الصدمة"، وهو اسم الكتاب الذي ألفته الكاتبة الكندية ناعومي كلاين، ويتلخص بالاستراتيجية التي تتبعها بعض القوى العظمى لتوظيف الأزمات والكوارث من أجل تحقيق سياسات معينة وتمريرها على الشعوب، ومن شأن هذه الاستراتيجية تثبيت سياسات غير عادلة بشكل منهجي، وإثراء النخب، حيث يقوم نظام "رأسمالية الكوارث" على استغلال أو صنع كارثة سواء كانت انقلاباً أو حرباً أو انهياراً اقتصادياً، أو كارثة طبيعية، أو وباء كما هو حاصل حالياً، ومن ثم استغلاله، فوفق كلاين "لا شيء يغير الواقع أكثر من صدمة واسعة النطاق".

واستعرضت زعيتر أهداف الندوة، والتي تجسدت بالنقاش حول المساءلة للعولمة النيوليبرالية وخططها في أزمة الغذاء والصحة والأزمة الاقتصادية العالمية الحالية، وفضح عبثية "الحلول" النيوليبرالية المقترحة من قبل المؤسسات الإمبريالية، إضافة إلى التعبير عن معارضة شديدة لهذه الخطوات، وإنضاج الأفكار وحشد الجهود نحو بناء أنظمة غذائية بديلة حقيقية محورها الناس.

وتحدث في الندوة كل من البروفيسور خوسيه ماريا سيسون، الرئيس الفخري للرابطة المنظمة، حول "الإمبريالية في الغذاء والزراعة وظهور مسببات الأمراض الفتاكة"، فيما قدّم البروفيسور ساروجني رينغم، رئيسة شبكة العمل ضد المبيدات في آسيا والمحيط الهادئ، نقداً حول التحولات المقترحة على الأنظمة الغذائية من قبل عملاء إمبرياليين، أما عضو الرابطة رافائيل ماريانو، فتحدث عن سبل مقاومة الناس للزراعة الإمبريالية.