مريم جعجع تحاضر عن الصعاب والحلول لتحقيق السيادة على الغذاء
الصورة
growingculture

العربية لحماية الطبيعة | عمّان
27 حزيران/ يونيو 2022

بدعوة من فريق " A Growing Culture"، قدّمت المديرة العامة للجمعية العربية لحماية الطبيعة، مريم الجعجع، محاضرة توعوية في دارة الفنون، تناولت فيها الصعاب والحلول لتحقيق السيادة على الغذاء في العالم العربي وعلى وجه التحديد في الأردن وفلسطين.
وفي حديثها عن الأردن، بينت الجعجع بأن المساهمة المباشرة للزراعة في الناتج المحلي الإجمالي بلغت خلال عقد الخمسينات 40%، إلا أن النسبة انخفضت بشدة حسب الأرقام الرسمية لتصل إلى 4٪ في 2022. ومن ناحية أخرى أشارت إلى أن النسبة المئوية لمساحة الأراضي المزروعة من كامل الأراضي الصالحة للزراعة (حيوانية ونباتية) في الأردن تبلغ 11% فقط، وهذا من المؤشرات على خلل في إدارة الموارد الطبيعية وعلاقة الأمر بالأمن الغذائي الذي يكثر الحديث عنه دون البحث في جوهره وقصوره عن التعبير الحقيقي عن مسألة السيادة على الغذاء. واستعرضت مدير عم العربية لحماية الطبيعة الأرقام المتعلقة بالقمح على وجه الخصوص، إذ ينتج الأردن من 3-5٪ فقط من حاجاته من مادة القمح الآن فيما كان من المصدرين له في ثلاثينات وستينات القرن الماضي.

وبحسب الجعجع فإن هذا التهميش للقطاع الزراعي والتراجع في مكانته سيؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي الزراعي والفقر والبطالة من جهة، ويجعل البلاد تتأثر بشكل كبير في أي أزمة عالمية أو إقليمية لا سيما وأن الزراعة تشكل المصدر الرئيسي للدخل لـ 75٪ من المجتمعات الريفية والبدوية في الأردن.
أما في فلسطين فأشارت إلى تأثير اتفاق أوسلو 1993 بتحرير الاقتصادي، ما أدى إلى إغراق الأسواق الفلسطينية بالمنتجات الإسرائيلية (75٪ من الواردات في مناطق السلطة الفلسطينية من إسرائيل)، عدا عن السيطرة الإسرائيلية على الحدود الأردنية والمصرية المنفسان الفلسطينيان على المنطقة، يضاف لذلك عرقلة وحظر تطوير عملة فلسطينية أو بنك مركزي فلسطيني والسماح فقط لسلطة النقد الفلسطينية مع محدودية كبيرة في عملها، ولإسرائيل مآرب من السيطرة النقدية على الفلسطينيين تتمثل في تحصيل (مصادرة) الضرائب. أبعد من ذلك، أودت أوسلو بأي بارقة اقتصادية إيجابية يستطيع الفلسطينيون الاستفادة منها حيث اندمجت اندمجت فلسطين في اتحاد جمركي مع مستعمرها وبذلك يستخدم المصدرون القنوات الإسرائيلية كبوابات إجبارية للسوق الفلسطينية (تقرير وزارة الزراعة الأمريكية لعام 2020)، وارتباط ذلك بعوائد مالية كبيرة لا يستفيد من الفلسطينيون.

هذا ويؤثر انعدام الأمن الغذائي بشكل مباشر على 40٪ من الفلسطينيين في الضفة الغربية و60٪ من الفلسطينيين في غزة
وأشارت الجعجع في معرض استعراض التحركات العاجلة للنهوض بالقطاع الزراعي في الإقليم ككل عبر مراقبة ممأسسة وممنهجة للقطاع لا سيما بأن لا يوجد تدقيق على المشاريع المدعومة من الخارج، وكأن وزارات الزراعة تتصرف كمقاول ضمني، عدا عن الافتقار لوحدات متخصصة ومسؤولة عن الامن الغذائي.
وفي باب الحلول، أكدت على ضرورة تعزيز آليات المشاركة وتمكين المزارعين من خلال المؤسسات، إضافة لدعم أنظمة الغذاء المحلية والتصدي للنمط الاستهلاكي الذي رفع حصتنا من اللحوم لمستويات غير طبيعية وتفوق أنظمة إقليمنا الغذائية، إضافة لحماية الأراضي الزراعية وتعزيز الإنتاجية.