
العربية لحماية الطبيعة| الرياض
6-7كانون الأول /ديسمبر 2024
أكدت مريم الجعجع مديرة العربية لحماية الطبيعة، أهمية ملكية الدولة بعيدا عن اشتراطات الممولين، التي تحقق الإرادة السياسية والثقة بين الأطراف المطلوبة لإصلاح سياسات الأراضي بالمنطقة العربية. جاء ذلك في حديثها خلال مؤتمرالأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر UNCCDCOP16 في الرياض.
واشارت أن قوانين الأراضي وتحرير الاقتصاد، التي بدأت خلال الاستعمار واستمرت تحت تأثير المؤسسات المالية الدولية، قد أدت إلى تدهور الأراضي وزيادة عدم المساواة، مما أثر بشكل كبير على صغار المزارعين والنظم البيئية.
كما حذرت من تفاقم النزاعات والفقر نتيجة تفكيك الحقوق الجماعية للأراضي.
وأكدت الجعجع أن تعزيز السيادة الغذائية وحماية الأراضي الزراعية من الزحف العمراني يمثلان أولوية، خاصةً أن العالم العربي يُعدّ أحد أكبر مستوردي الغذاء، ويعاني 30% من سكانه من انعدام الأمن الغذائي.
وشددت على أهمية معالجة الأسباب الجذرية لتدهور الأراضي وتطرقت للاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي والابادة الإنسانية والبيئية في غزة حيث أسقط الاحتلال أكثر من 85 ألف طن من القنابل على غزة منذ أكتوبر 2023، مما تسبب في تدمير شامل للحياة البشرية والطبيعية. وأضافت أن هذه الأعمال خلفت أكثر من 900 ألف طن من النفايات السامة والمواد المشعة، وهو ما يشكل تهديدًا بيئيًا وصحيًا خطيرًا.
واقتبست الجعجع من رسالة من مندوب العربية لحماية الطبيعة في شمال غزة، قال فيها: برحمة الله، نجونا بجروحنا بعد 60 يومًا من القصف المكثف بقنابل تبخر الأجساد، تمكنا من زراعة وتوزيع الخضروات للآلاف العائلات المحاصرة.
يشار الى أن هذه الجلسة تم تنظيمها من الفاو وموئل الأمم المتحدة والتحالف الدولي للأراضي، وتحدث خلالها عدد من وزراء بعض الدول إضافة الى رئيس منظمة التنمية الزراعية في جامعة الدول العربية البروفسور إبراهيم الدخيري.
وقدمت الجعجع، رؤية معمقة خلال مشاركتها في جلسة نقاش نظمتها UN-Habitat تحت عنوان"إعادة تأهيل الأراضي واستعادة السلام.
وقالت في عرض قدمته ان المنطقة لديها واحدة من أعلى نسب عدم المساواة في حيازة الأراضي. كما أن نصيب الفرد من الأراضي الصالحة للزراعة يعد من الأقل عالميًا.
وأضافت أن الأراضي المفتوحة أصبحت نادرة، بسبب دخول رأس المال وتسليع الأراضي الذي بدأ في حقبة الاستعمار، الأمر الذي يحولها إلى سبب جذري للصراعات، موضحة أن فهم الأكاديمي الغربي لفكرة الصراع والأرض في الوطن العربي سطحية وتعتمد على السردية الاثنية، ولا توضح الأسباب الجذرية للخلاف على الأراضي.
أعادت الجعجع التأكيد على أهمية نهج الترابط الثلاثي (Triple Nexus Approach) الذي تروجه الأمم المتحدة والدول المانحة ولكن لا يتم تطبيقه في حالة غزة والإقليم، ويربط بين الإغاثة الإنسانية قصيرة المدى، التنمية المستدامة طويلة المدى، وبناء السلام، مع التركيز على معالجة الأسباب الجذرية للأزمات.
وشددت على تعزيز المساءلة والعمل على إنفاذ القانون الدولي والالتزامات عبر الحدود، بما في ذلك دمج الإبادة البيئية ضمن الأطر القانونية.
و تضمنت الجلسة حلقة نقاش جمعت خبراء وممارسين بارزين، استعرضوا دراسات حالة من السودان، وفلسطين، والأردن، ولبنان.