العربية تستعرض تحديات مستقبل السيادة الغذائي في الأردن
الصورة

تحدثت مديرة الجمعية العربية لحماية الطبيعة مريم الجعجع عن واقع السيادة الغذائية في الأردن وما تواجهه من تحديات، في ويبنار عقده المعهد الفرنسي  IFPOبعنوان السيادة الغذائية في دول الشرق الأوسط يوم الأربعاء 29 سبتمبر 2021.

 

قارنت الجعجع بين واقع الغذاء في الأردن خلال فترة منتصف القرن العشرين وصولا الى الثمانينيات من القرن الماضي، وبين واقع الغذاء في الوقت الحالي، حيث كان الأردن أحد مصادر التصدير الهامة للقمح في الفترة ما بين الثلاثينيات والستينيات، كما شهدت فترة الثمانينيات ارتفاعا ملفتا في الناتج المحلي الإجمالي، وانخفاضا في نسب الفقر، بالرغم من ارتفاع معدلات النمو السكاني.

 

ومع تطبيق التحولات الاقتصادية التي أتت بها المؤسسات المالية الدولية عام 1989، بتطبيق سياسات الخصخصة وتحرير القطاع الزراعي وتقليص الاستثمار العام وغيرها، تأثر القطاع الزراعي الأردني بشكل كبير سلبياً، فضعفت البنية التحتية وساد استنزاف الموارد بدلا من تعزيز الإنتاجية، فكانت النتيجة انخفاض الناتج المحلى الإجمالي لنسب أقل من النسب التي تحققت في فترة الثمانينيات المزدهرة، وانخفضت نسبة مساهمة القطاع الزراعي المباشرة في الناتج المحلي الاجمالي من نسبة 40% الى 4%.

 

وعرضت الجعجع مجموعة من الاحصائيات حول واقع القطاع الزراعي في الأردن، حيث ذكرت أن المساحة الاجمالية للأراضي الصالحة للزراعة في الأردن تصل إلى نسبة 28% يستخدم منها حاليا 11% فقط، ويسيطر 0.7% من كبار ملاك الأراضي على 41% من هذه المساحات، بينما يمثل القطاع الزراعي مصدر الدخل الرئيسي ل 75% من المجتمعات الريفية.

 

كما أكدت الجعجع أن تحدي جفاف المناطق الزراعية وملوحة المياه واستراتيجية المياه الاسرائيلية، ومشروع نقل المياه من بحيرة طبريا إلى النقب سنة 1964، جعل الأردن يواجه خطر انهيار القطاع الزراعي بسبب قلة المصادر المائية بالتزامن مع عدم وجود إدارة فاعلة لمواجهة تحدي نقص المياه وتلوثها.

 

وفي نهاية حديثها استعرضت الجعجع انجازات العربية لحماية الطبيعة في برنامج القافلة الخضراء، حيث ساهمت العربية في زراعة 122 ألف شجرة مثمرة على مساحة تقارب 3 آلاف دونم، استفاد منها أكثر من 14 ألف فردا من المزارعين الأردنيين وعائلاتهم، لتمثل هذه الانجازات شمعة أمل مضيئة وسط كل هذه التحديات.