اطلاق مشروع ساند لإنقاذ وترميم الزراعة في غزة بعد العدوان
الصورة

أطلقت العربية لحماية الطبيعة وبالتعاون مع الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين حملة "ساند" لإنقاذ وترميم القطاع الزراعي في غزة، بهدف مساندة المزارعين الفلسطينين ومساعدتهم على إعادة استئناف أعمالهم ومشاريعهم، عقب تكبدهم خسائر جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، (9 آب\أغسطس 2021).

وتتطلع "ساند" إلى إقامة العديد من المشاريع التنموية، من خلال زراعة 32 ألف شجرة مثمرة، ومليون شتلة خضار، بالإضافة إلة زراعة نصف مليون متر مربع بالأعلاف، وتوريد 100,000 صوص لإنتاج اللحم، وترميم 100 بركة زراعية، و100 بيت بلاستيكي، وتوزيع 50 شبكة صيد و1,000 خلية نحل.

وجرى إطلاق الحملة -التي تتطلع إلى جمع المساهمات والتبرعات الكافية لإعادة إعمار المشاريع الزراعية- عبر بثّ مباشر على صفحتي العربية والحملة وعدة منظمات أخرى على موقع فيسبوك، بالإضافة إلى عدّة فضائيات عربية وفلسطينية، فيما تحدّث في البث كلّ من م. رزان زعيتر، رئيسة العربية لحماية الطبيعة ود. عبد الملك سكرية، أمين سرّ الحملة العالمية، كما تضمن البثّ عرض مقاطع فيديو تظهر حجم الخسائر التي لحقت بالقطاع الزراعي في غزة بالأرقام، فضلاً عن استعراض بعض التجارب الشخصية لمزارعين ومزارعات فقدوا أعمالهم ومصادر دخلهم.

وقالت زعيتر في كلمتها التي استهلّت بها إطلاق المشروع إنّ الخسائر فاقت الـ200 مليون دولار أميركي، عدا عن النقص الهائل في الغذاء الذي نتج عنها، مضيفةً: "وهذا دليل واضح وصارخ على استعمال العدو الغذاء كسلاح ضد المدنيين مما يخالف كل القوانيين والشرائع الإنسانية والدولية”.

وتسبب الكيان الإسرائيلي خلال عدوان الأخير بالقضاء على 25% من الخضراوات، وتدمير مليون متر مربع من الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة، و17% من الأراضي المزروعة بالمحاصيل الحقلية، و20% من خلايا النحل، و17% من البيوت البلاستيكية، بالإضافة إلى قتل مليون دجاجة، وتدمير 165 بركة زراعية في كامل قطاع غزة.

وأكّدت  زعيتر أنّ مواجهة هذا الواقع الذي يريد الاحتلال فرضه بالقوة على الفلسطينيين لا يكون بغير العمل والدعم الجدّي للشعب المحاصر لا سيما في قطاع غزة، لافتة إلى أن "ساند" ستغطي احتياجات حوالي 2000 أسرة زراعية، كما ستوفّر الغذاء لما يزيد عن 425 ألف شخص، بالإضافة إلى توفير فرص عمل لنحو 3600 شخص.

من جهته اعتبر عبد الملك سكرية، أمين سرّ الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين أنّ دعم القطاع الزراعي في فلسطين هو “عمل مقاوم، فضلاً عن كونه أداءً لبعض الواجب الأخلاقي تجاه أهلنا في فلسطين، الذين قدموا دماءهم وبيوتهم وأرزاقهم وصمدوا رغم الخسائر الكبيرة”، لافتاً إلى أنّ “المشاريع الإنتاجية والبُنى الأساسية للخدمات لطالما كانت هدفاً دائماً للقصف الإسرائيلي الوحشي".

وقال سكرية مفتتحاً المشروع الجديد إنّ الحملة المشتركة تهدف إلى “مساندة الفلاح الفلسطيني ومساعدته على التمسك بأرضه وخدمتها واستثمارها بشكل مناسب، وتمثلُّ عملاً من أعمال الصمود والتحرير، وأداة من أدوات مواجهة الحصار الجائر على قطاع غزة”، مؤكّداً: "أثبتت الجهة المنفذة لهذا المشروع – العربية لحماية الطبيعة – على مدى سنوات من العمل الجاد والناجح على امتداد الأراضي الفلسطينية، أنّها تتحرك بشكل علمي ومدروس استجابة لحاجات الفلاح والأرض الفلسطينية".

ودعا في ختام كلمته إلى "تـضافر جهود وتعاون محبي فلسطين على امتداد العالم وأن يستثمروا الفرصة ويشاركوا في هذا المشروع بكل قدر ما يستطيعون، حتى يساندوا فلسطين فعلاً كما ساندناها قولاً وموقفاً".

كما تخلل الإطلاق كلمات لشخصيات عالمية وعربية عبرت عن تقديرها ومساندتها للشعب الفلسطيني ومشاركتها في مشروع "ساند"، ودعت داعمي القضية والشعب الفلسطيني إلى المشاركة في المشروع بفعالية وكثافة، فتحدّث الناشط في مجال دعم حقوق الإنسان حفيد الزعيم الهندي الراحل ماهاتما غاندي، توشار غاندي، الذي ذكّر بأنّ الاستعمار البريطاني للهند عمل بشكل ممنهج لتدمير الإنتاج والزراعة الهندية، داعياً مناصري فلسطين في شبه القارة الهندية إلى دعم المشروع الزراعي الكبير.

وتحدّث كذلك عضو مجلس الشيوخ التشيلي أليخاندرو نافارو الذي اعتبر أنّ "الحصار الإجرامي على غزة تسبب بمشاكل خطيرة لسكانها" منادياً شعبه إلى دعم إعادة بناء البنى التحتية الزراعية في قطاع غزة منعاً لكارثة إنسانية، وأضاف: "تشيلي عليها واجب، أميركا اللاتينية لديها التزام تجاه إحياء الزراعة في غزة".

كما وجّه النائب في البرلمان الكويتي فيصل الدويسان رسالة إلى الكويتيين والعرب دعاهم فيها إلى دعم الشعب الفلسطيني "الذي جلب الفخر والكرامة إلى الشعوب العربية" معتبراً أنّ المساعدة في تحقيق الأمن الغذائي للفلسطينيين هو واجب وضرورة.

كما وجه النائب في البرلمان الكويتي فيصل الدويسان رسالة إلى الكويتيين والعرب دعاهم فيها إلى دعم الشعب الفلسطيني "الذي جلب الفخر والكرامة إلى الشعوب العربية"

وجرى خلال الحفل الذي بثّ باللغتين العربية والانكليزية، عرض مقاطع تناولت تجارب مزارعين ومزارعات في غزة، تسببت الحرب الأخيرة في توقّفهم عن عملهم في مجال الزراعة وتربية الدواجن والنحل وغير ذلك، لانعدام القدرة المادية والصعوبات اللوجستية التي تلت الحرب، وختمت برسالة معبّرة بلسان أحد الغزاويين المزارعين المتضررين من العدوان الأخير: "نحن لسنا متسوّلين، نحن كلّ ما نريده هو مساعدة تعيدنا إلى ميدان العمل مجدداً لنعتمد على أنفسنا ونصمد بوجه الاحتلال".