بدعوة من أطراف مختلفة.. "زعيتر" ضيف رئيسي في سلسلة من الندوات الحوارية للحديث عن مجابهة التطبيع
الصورة

حلت رزان زعيتر، رئيسة العربية لحماية الطبيعة كضيفة رئيسية للحديث عن واقع وسبل مواجهة التطبيع مقدمة مجموعة من التوصيات الهامة في هذا الإطار، بدعوة من (المؤتمر العربي العام "متحدون ضد التطبيع"، والمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، وجمعية نساء من أجل القدس، وBDS - مصر).
 

المؤتمر العربي العام "متحدون ضد التطبيع"

وترأست رزان زعيتر، رئيس العربية لحماية الطبيعة والشبكة العربية للسيادة على الغذاء الجلسة السابعة في المؤتمر العربي العام "متحدون ضد التطبيع" الذي عقد على مدى يومي 20 و 21 شباط/ فبراير 2021، وحضره 528 مشاركاً من معظم الأقطار العربية، ودعت إليه المؤتمرات العربية الثلاث (المؤتمر القومي العربي، المؤتمر القومي/الإسلامي، المؤتمر العام للأحزاب العربية)، ومؤسسة القدس الدولية، والجبهة العربية التقدمية، واللقاء اليساري العربي.

وافتتحت زعيتر الجلسة بالقول "لا عذر لأي صاحب مبدأ أن لا يقاوم بكل وسيلة متاحة، وشرط نجاحها توحيد البوصلة والتخطيط والعمل الجماعي الممأسس، ومؤتمر (متحدون ضد التطبيع) خطوة مهمة على هذا الطريق"، مضيفة في مقدمتها أن المواجهة على المستوى الشعبي هي الأساس لأي تغيير منشود.

وفي أول كلمة في الجلسة قدم الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي معن بشور ورقة حول "التطبيع: الواقع والمواجهة على المستوى الشعبي"، وعقب الكلمة قدم عدد من مناهضي التطبيع أوراقاً حول تجارب بلادهم في مواجهة التطبيع، من فلسطين: د. مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية، ود. جمال عمرو، ومن مصر: د. حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، ومن الأردن: د. أحمد العرموطي نقيب الأطباء السابق ورئيس اللجنة التنفيذية لمجابهة التطبيع وحماية الوطن، ومن المغرب: د. أحمد ويحمان رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، ومن البحرين: أ. رضي الموسوي الأمين العام السابق لجمعية وعد، ومن السودان: د. عثمان الكباشي المنسق العام للقوى الشعبية السودانية لمناهضة التطبيع، ومن لبنان: السيد عباس قدوح معاون مسؤول العلاقات العربية والدولية في حزب الله، ومن موريتانيا: د. محمد الأمين الناتي رئيس الهيئة الموريتانية لمناهضة التطبيع.

واختتمت رزان زعيتر، رئيسة الجلسة بالقول بأن العمل بدأ منذ الآن، وينبغي تحويل الكلمات المهمة التي قيلت في الجلسة إلى استراتيجية وخطة عمل، مؤكدة على ما خلص إليه الجميع بضرورة إنشاء قنوات اتصال ممأسسة وتشبيك بين كل هذه الحركات والقوى، وتأسيس حركة عربية جامعة شاملة تضم كل الأطياف، مضيفة "إذا نجحنا في ذلك، سيتكون سد منيع أمام التطبيع، وسنواجه الحروب النفسية التي تشن على الشعوب من أجل إحباطها".

وشهد المؤتمر الذي ترأسه خالد السفياني (المغرب) المنسق العام للمؤتمر القومي/ الإسلامي حوارات هامة حول استراتيجيات مقاومة التطبيع في مرحلة تشهد سباقاً عربياً للتطبيع مع الاحتلال، شارك بها عدد من قادة حركات المقاومة والأحزاب والمؤتمرات والاتحادات والمؤسسات والمرجعيات الدينية، الإسلامية والمسيحية، وهيئات مناهضة التطبيع، في تكامل مميّز بين معظم ألوان الطيف العقائدي والفكري والسياسي الفاعلة في معظم أقطار الأمة العربية من المحيط الى الخليج.

 

المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج

وتحدثت رزان زعيتر في ندوة بعنوان "حصاد التطبيع"، بدعوة من المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر الدولي لمقاومة التطبيع بمشاركة شخصيات فلسطينية وعربية وأجنبية من مختلف دول العالم، وذلك بهدف إيجاد حراك عالمي لمقاومة التطبيع العربي والعالمي مع الاحتلال الإسرائيلي، (٢٧ شباط\فبراير - ٣ آذار\مارس 2021).

ودعت زعيتر إلى تشكيل جبهة موحدة وممأسسة ضد اتفاقيات السلام والتطبيع، أو كما وصفتها بـ "اتفاقيات الاستحقار والاستغباء والاستعباد"، "ليس فقط للشعوب ولكن للدول ورؤوسها وحكامها" وفق ما قالت، لافتة إلى أن التاريخ أثبت بالتجربة والبرهان أن حكام هذه الدول هم أول من سيدفع ثمن التورط بالتطبيع.

وبينت أن أول مهمة لهذه الجبهة هي توثيق الفشل القاسي لكل  الدول العربية التي دخلت في أتون معاهدات تطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وتعميم هذا التوثيق على نطاق واسع، مضيفة "علينا أن نثبت بشكل صارخ خداع وكذب الاحتلال بادعاءات التطوير في المجالات الاقتصادية والسياحية والزراعية، فلا حاجة للشرح كيف تراجعت تلك القطاعات في هذه الدول ووصلت إلى مستويات غير مسبوقة من الانهيار".

وشرحت بالأرقام ما آلت إليه تجارب الدول التي دخلت في معاهدات تطبيع مع "اسرائيل" خلال القرن الماضي (أوسلو 1993، كامب ديفيد 1978، وادي عربة 1994)، عبر مقارنات لوضع هذه البلاد قبل تاريخ التطبيع وواقعها الحالي الغارق في البؤس والتراجع على نحو صارخ.

وشددت زعيتر على ضرورة تحويل الغضب الشعبي إلى عمل، مؤكدة على أن وسائل المقاومة حدودها السماء وستظل متاحة بكافة أشكالها، معرجة على تجربة "العربية" التي جسدت عبر أعمالها "المقاومة الخضراء"، وأوضحت أن الجمعية بدأت صغيرة جداً قبل عشرين عاماً، وأصبحت الآن حركة يدعمها آلاف المتطوعين في كل العالم العربي، وتنضوي على فكرة بسيطة وهي دعم المزارعين والتنمية الريفية والسيادة على الغذاء في فلسطين والوطن العربي، أما النتائج فقد كانت عظيمة، منوهة إلى أن هذه المشاريع التنموية الناعمة أثارت على نحو مدهش مخاوف الاحتلال، مما يثبت فعاليتها.

وبينت أثر هذه المشاريع في تثبيت صمود الفلسطينيين، لافتة إلى اعتداءات الكيان المحتل والمستعمرين المتواصلة للأشجار في فلسطين، مستشهدة بقول عالمة الأنثروبولوجيا السويسرية كريستين بيرينولي حول الطريقة التي تتبعها "اسرائيل" لمحو فلسطين من خلال تغيير المشهد الطبيعي حين قالت إن "التشجير واقتلاع الأشجار واقتلاع الزرع والزراعة.. جميعها نشاطات ناجعة لتغيير المشهد البصري على المدى الطويل وهي وسائل للاستيلاء على الأماكن وإقرار تفوق قوة ما".

وأوصت زعيتر في نهاية حديثها على ضرورة ملء الفراغ الكبير في المنابر العالمية والدولية المعنية بالتأثير على السياسات المتعلقة بحماية الموارد الطبيعية في ظل الاحتلال، مشيرة إلى أن الحضور العربي في تلك المنابر يكاد يكون معدوماً.

ويعقد المؤتمر الدولي لمقاومة التطبيع بالتعاون والشراكة مع أكثر من 100 من المؤسسات والمنظمات الدولية والعربية، والعديد من وسائل الإعلام.
 

BDS - مصر

وبينت رزان زعيتر في ندوة أخرى زيف الوعود التي قطعها الاحتلال وحلفاؤه لبعض الدول العربية التي طبّعت مع الكيان الإسرائيلي، وذلك بدعوة من BDS - مصر للحديث ضمن صالون سياسي ناقش سبل مواجهة التطبيع.

وخلال كلمتها، أتت زعيتر بالتفصيل على تجارب كل من فلسطين، ومصر، والأردن، الذين دخلوا في معاهدات تطبيع مع "اسرائيل" خلال القرن الماضي (أوسلو 1993، كامب ديفيد 1978، وادي عربة 1994)، عبر مقارنات لوضع هذه البلاد قبل تاريخ التطبيع وواقعها الحالي الغارق في البؤس والتراجع على نحو صارخ، يكشف خداع وكذب الاحتلال بادعاءات التطوير في المجالات الاقتصادية والسياحية والزراعية.

 كما حذرت من العواقب الوخيمة التي ستعود على المنطقة جراء تطبيع الإمارات، وحذرت أيضاً من المخطط الصهيوني الذي يستهدف المغرب عبر التحضير لإقامة ما يسمى بـ "إسرائيل جديدة" على أرض المغرب بعد إيصاله إلى مستوى دولة فاشلة بتقسيمه وتفكيكه إلى عدة كيانات وإشعال الفتنة والاحتراب الداخلي فيه على أسس إثنية وقبلية وعرقية ومناطقية.

ونادت زعيتر بضرورة تشكيل جبهة موحدة لمواجهة التطبيع عبر برنامج منهجي وحراك ممأسس، كما دعت إلى التسلح بالوعي أمام محاولات بث الإحباط والتيئيس في نفوس الشعوب، لا سيما الشباب والأجيال الجديدة.

 

"الهيئة العربية لمقاومة المشروع الصهيوني"

وأكدت رزان زعيتر على أهمية إحياء المقاطعة للكيان المحتل والمطبّعين معه، عبر برنامج واستراتيجية واضحة، لافتة إلى أنها إحدى أهم الخطوات العملية في مواجهة التطبيع.

جاء ذلك، خلال مداخلتها بجلسة لإنضاج الأفكار حول تشكيل الهيئة العربية لمقاومة المشروع الصهيوني بحضور مجموعة من السياسيين والنشطاء والنخب العربية.

وكان مؤتمر "متحدون ضد التطبيع" (20 شباط\فبراير 2021) قد قدم عدداً من المقترحات لمواجهة الموجة الراهنة من التطبيع، ومن أبرزها اقتراح إطار تنسيقي عربي جامع لمناهضة التطبيع ومقاومة المشروع الصهيوني.

ونادت زعيتر بضرورة إشراك المتطوعين المؤمنين بخطورة المرحلة، وإطلاق ورش متخصصة حول الجوانب المتعددة لمناهضة التطبيع، كما شددت على أهمية إنشاء منصة بيانات ودراسات تشمل هيئات المقاطعة الشعبية، والنجاحات، وقوائم المطبعين.

وأوصت بالاجتهاد في توفير الموارد المادية والمعنوية لتفعيل هذه الهيئة لتكون منبراً عملياً مؤثراً، مؤكدة على أهمية التمثيل الشامل للهيئة، وجعل إدارتها بالتداول لتنويع الخبرات وتجديد الدماء.