"زعيتر": علينا مسؤولية التعاون لخلق تنمية مستدامة في فلسطين بعيداً عن تمويل المانحين الدوليين
الصورة

شاركت رزان زعيتر، رئيسة العربية لحماية الطبيعة كمتحدثة في مهرجان "المرأة الفلسطينية خارج الوطن" بدعوة من المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، بمناسبة الذكرى الـ45 ليوم الأرض، (27 آذار\مارس 2021).

وروت زعيتر -خلال كلمتها في المهرجان الذي شاركت فيه نخبة من السيدات الفلسطينيات الفاعلات في مختلف المجالات- قصة البداية لمشروع العربية لحماية الطبيعة الذي انطلق أعقاب الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 واستطاع حتى اليوم تسجيل قائمة استثنائية من الإنجازات على صعيد دعم المزارعين الفلسطينيين والحفاظ على الأراضي من المصادرة.

ومما جاء في حديثها الذي بيّن إحدى مبررات إطلاق برنامج "المليون شجرة في فلسطين" قالت زعيتر "شاهدنا على التلفاز دموع فلاح فلسطيني يبكي أشجار زيتونه المقتلعة وعمرها مئة عام، وبعد البحث تأكدنا أن الاحتلال يعمد بكل خبث على توظيف الغذاء والماء كسلاحين للهيمنة وإخضاع الفلسطينيين ودفعهم إلى هجرة أراضيهم، وذلك عبر سياسة ممنهجة لتدمير مزارعه واقتلاع أشجاره، حتى وصلت في بعض الأحيان إلى اقتلاع شجرة في كل دقيقة".

وأوضحت زعيتر أن الجهد خلال العشرين عاماً الفائتة لم تتركز فقط على العمل الميداني والتأهيلي، حيث استطاعت برفقة مجموعة من المخلصين ملء المقاعد الفارغة المنابر الدولية، مضيفة "جرى وضع (الصراعات والحروب والاحتلال) على سلم أولويات السياسات المطروحة، في وقت كان فيه مثل هذا العنوان من المحرمات".

وزادت "لم يكن الأمر سهلًا، فالاستعمار يهيمن على هذه المنابر مستغلاً غياب دولنا ومنظماتنا المدنية عن المقاعد المتاحة لهم".

وبينت أن مشروع "المليون شجرة" التي تنفذه "العربية" في فلسطين زرع حتى اليوم ما يزيد عن مليونين ونصف المليون شجرة، استفاد منها أكثر من 29 ألف مزارع فلسطيني، وهذا بدوره شجعهم على الصمود في أراضيهم رغم التضييق والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على أراضيهم، مضيفة "هذا كله دفع الحكومة الإسرائيلية بحسب مصادرهم إلى تخصيص عشرين مليون شيكل (أي حوالي ٧ مليون دولار) لمقاومة الجهود السلمية في التشجير".

وشددت في ختام كلمتها على ضرورة التوحد والعمل المشترك في إطار مواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية واتفاقيات التطبيع، مشيرة إلى أن اتفاقية أوسلو جعلت 60 ٪ من أرض الضفة تحت الإدارة الأمنية والمدنية للمغتصبين، وأصبح يجاهر بأن الزراعة في تلك الأرض مخالف للقانون.

وهذا ليس مستحيلًا، وفق زعيتر إذا تشكل قرار جمعي بمواجهة الحروب النفسية التيئيسية والتعاون لتقديم كل الدعم المعنوي والمادي الممنهج لتنمية مستدامة حقيقية في فلسطين كبديل عن تمويل المانحين الدوليين، نظراً لأنهم يرفضون أصلاً دعم المنطقة "ج"، ويسعون عبر شروط كثيرة إلى التدجين والاتكالية والإذعان.