الجعجع: الاحتلال يخطط لإبادتنا وليس استسلامنا فقط وعلينا مواصلة وتفعيل المقاومة
الصورة

حذر حسن الجعجع، رئيس اللجنة العلمية في العربية لحماية الطبيعة من الإحباط و التقاعس والاستسلام أمام تصاعد موجات التطبيع العربي مع الكيان الإسرائيلي، منوهاً إلى أن الاحتلال وحلفائه لا يسعون إلى استسلام الدول وسلب إرادتها فحسب، بل يخططون إلى إبادتها وإلغائها، مضيفاً "نحن فلا خيار أمامنا سوى مواصلة المقاومة بكافة أشكالها، والعمل حتى استعادة حقوقنا كاملة دون نقصان.. نحن في البحر وعلينا أن نسبح، فالغرق ليس خياراً بتاتاً، ولا مجال للاستسلام أو الحياد".

جاء ذلك خلال مشاركته كمتحدث في اليوم الأول من ندوة "مقاومة التطبيع والدفاع عن الأرض" تحت شعار (كل الأرض فلسطين)، والتي نظمتها لجمعية نساء من أجل القدس في ظل الذكرى الـ 45 ليوم الأرض، (30 آذار\مارس 2021)، وجمعت كوكبة من المتحدثين البارزين من فلسطين ومختلف الأقطار العربية.

وقال الجعجع "جميل أن نربط الحديث عن التطبيع المؤسف مع الكيان العنصري الصهيوني مع المناسبات الفلسطينية الهامة، مثل يوم الأرض، الذي شهد على التضحيات التي تعيدنا إلى أساس الصراع مع هذا المحتل، وتذكرنا بالدور المحوري الذي لعبه وما زال يلعبه أبناء الشعب الفلسطيني في التصدي للمحتلين ومبادراته وإبداعه بوسائل المقاومة والتعبير عن حقوقه في ظل صمت عربي معيب".

وبين أن ما يحاك من صفقات تطبيع عربية مع الكيان المحتل لا ينبغي أن تدعو إلى اليأس والإحباط مؤكداً أنها ستؤول إلى الفشل، قياساً بما جرى باتفاقيات كامب ديفيد - أوسلو، ووادي عربة.

وتكلم مفصلاً بالأرقام نتائج تجربة التطبيع في فلسطين والأردن على الصعد الاقتصادية والزراعية، فيما أوضح مقدار التعاظم الذي جرى للاستيطان خلال عقود التطبيع قائلاً "تضاعف حجم الاستعمار أكثر من أربع مرات عن حجمه قبيل توقيع اتفاقية أوسلو، أي من ١٤٤ إلى ٥٢٨ بؤرة استعمارية، فيما بلغ عدد المستعمرين في الضفة وحدها أكثر من ٨٣٤ ألف، بعد أن كان تعدادهم ٢٥٢ ألف وهو ما يعني زيادة بنسبة 289%".

واستهجن الجعجع إعلان الإمارات عن إنشاء صندوق بقيمة 10 مليارات دولار ، لدعم المشاريع في "اسرائيل"، وتشمل مجالات الطاقة والتصنيع والمياه والفضاء والرعاية الصحية والتكنولوجيا الزراعية وغيرها، وعلق قائلاً "مؤسف ما تقوم به الإمارات، لكنها بلا شك ستجني الخيبة".

وحذر مما وصفه بـ "مشكلة مستقبلية حادة ومصيرية" تتعلق بالاستثمار في الإمارات وقانون الجنسية المعدّل، منوهاً إلى أنه سيتيح المجال أمام الصهاينة للحصول على الجنسية الإماراتية، الأمر الذي سيمكنهم من التملك وفي أي دولة عربية خليجية بموجب الاتفاقات القائمة في مجلس التعاون الخليجي، وبهذا يكون السرطان الصهيوني في فلسطين المحتلة قد تغلغل وامتد أيضاً إلى الأرض العربية في الخليج، "كمن يحضر الدمار إلى أرضه".

وأوصى بضرورة إطلاق مبادرات شعبية متنوعة والمبادرة بالمشاريع التنموية الناعمة، مبيناً أنها تثير مخاوف الاحتلال، الأمر الذي يؤكد فعاليتها، لافتاً إلى تجربة العربية لحماية الطبيعة في فلسطين والهجوم الإسرائيلي الشرس الذي تعرضت له من قبل الاحتلال على مدار أسبوعين، بسبب جهدها في دعم المزارعين الفلسطينيين وزراعة الأشجار ملايين الأشجار في مختلف المحافظات الفلسطينية.