"العربية" تحاضر حول التغير المناخي وتستعرض تجربتها في الحدّ منه
الصورة

بدعوة من منظمة Act alliance قدّمت العربية لحماية الطبيعة ممثلة بمديرتها العام، مريم الجعجع، محاضرة ضمن مؤتمر نقاشي حول خسائر وأضرار التغير المناخي (21 أيلول\سبتمبر 2020)، مستعرضة تجربة "العربية" كنموذج ناجح في الحدّ من هذا التغير وفي مساعدة صغار المزارعين للتكيف معه.

ومنظمة Act alliance هي تحالف عالمي يضم أكثر من 145 كنيسة ومنظمة تابعة تعمل معاً في 140 دولة لإحداث تغيير إيجابي ومستدام في حياة الفقراء والمهمشين.

وتناولت المحاضرة ثلاثة محاور، تلخصت في أثر التغير المناخي وانعكاساته على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، كما شرحت تأثير هذا التغير على الأردن تحديداً والذي يتعرض لخطر مضاعف نظراً للحروب في البلدان المجاورة وضغط اللاجئين، وسرقة الاحتلال الإسرائيلي لموارد المياه، وتهميش الزراعة في البلاد، واختتمت المحاضرة بعرض تجربة العربية لحماية الطبيعة من خلال برامج التشجير في الأردن وفلسطين ورصد أثرها في الحدّ من التغير المناخي.

وحول المحور الأول، أكدت الجعجع -بعد أن قدمت نبذة عن تاريخ المفاوضات الدولية حول التغير المناخي- على أهمية العدالة المناخية في المحاسبة، من خلال تحميل الدول الصناعية المتقدمة مسؤولية تعويض الدول الأقل نمواً، مشددة على ضرورة دعم الدول النامية ومساعدتها في التكتل من أجل الحصول على حلول تضمن حقوق شعوبها.

ولدى الحديث عن الأردن، شرحت كيف ارتفعت درجة الحرارة من ٠.٣ إلى ٢.٨ درجة مئوية منذ عام ١٩٦٠، وانخفضت معدلات هطول الأمطار بنسبة ٥-٢٠٪ في معظم المناطق، الأمر الذي سبب زيادة في موجات الحر وأيام الجفاف، وصار يتجلى في قصر الموسم المطري، وارتفاع شدة الأمطار إلى درجة حدوث الفيضانات التي تعصف بمحاصيل المزارعين وتعرّض البنية التحتية إلى خسائر كبيرة، كما حصل في شتاء عام ٢٠١٩، والعوامل السابقة -إلى جانب ضعف الأطر القانونية والمؤسسات لحماية الأراضي الزراعية والتنوع الحيوي- أضرّت كثيراً بالزراعات البعلية والمروية، وسرّعت من عملية التصحر، مضيفة أن هذا الوضع سيواصل التدهور ويصل إلى مديات صعبة للغاية في عام ٢١٠٠ وفق التوقعات، إذا لم يجد العالم آليات فعّالة في الحدّ من التغير المناخي.

أما عن تجربة "العربية"، فقد أكدت الجعجع على أن مشاريع التشجير التي نجحت حتى اليوم في زراعة أكثر من مليونين ونصف المليون شجرة في فلسطين والأردن، ساهمت بشكل فعّال في تخفيف التغير المناخي من خلال امتصاص كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون، وتعزيز تكيف المزارعين عبر زراعة المحاصيل التي تناسب المناخ الحار، واستخدام أساليب الري الحديثة، وتعويض المزارعين عن الخسائر من خلال تزويدهم بالأشجار المثمرة في حالات الصقيع والجفاف والفيضانات.

وحذرت في نهاية المحاضرة من أثر الحروب والاحتلال في تعزيز التغير المناخي، مؤكدة أن الحروب تضاعف التدمير البيئي وانبعاث الغازات السامة، وتحدّ من قدرة الدول على أخذ إجراءات التكيف التي تحميها من آثار التغير المناخي، كما أن التغير المناخي في المقابل يزيد من حدّة الحروب لدى تنافس الأطراف على الموارد الطبيعية النادرة.