الشبكة العربية للسيادة على الغذاء تحذر من أزمة غذاء حادة في لبنان
الصورة

أصدرت الشبكة العربية للسيادة على الغذاء الخميس (٦ آب\أغسطس ٢٠٢٠) بياناً حول الانفجار الهائل في العاصمة اللبنانية بيروت عصر الثلاثاء الفائت، حذرت فيه من أزمة غذاء حادّة ستواجه اللبنانيين نتيجة تدمير المرفأ الذي كان يضم الصوامع الرئيسية لتخزين الحبوب والقمح.

ووجهت الشبكة جملة من النداءات، طالبت العالم فيها بالإسراع في الإمداد الإغاثي والغذائي والطبي من قبل الدول والمؤسسات الإنسانية والإغاثية العربية والدولية، كما شددت على ضرورة وقوف السلطات اللبنانية على حقيقة انتشار غازات سامة أو أية مواد مشعة أخرى في لبنان، في إطار تشخيص الآثار والتداعيات البيئية للانفجار في سماء وشواطئ بيروت، 

كما أكدت على أهمية أن تتم جميع الإجراءات والمساعدات العربية والدولية الموجهة إلى لبنان بالتنسيق مع الدولة اللبنانية بكافة أجهزتها ووفق الأولويات الوطنية المطلوبة، حفاظاً على سيادة لبنان.

ويذكر أن الشبكة العربية للسيادة على الغذاء التي تتألف من 35 منظمة من 13 دولة من مختلف الأقطار العربية، وتشغل "العربية لحماية الطبيعة" موقع السكرتاريا فيها، كانت قد تأسست عام 2012 في العاصمة اللبنانية بيروت، كهيئة تنسيقية مدنية مستقلة تنطلق من مبدأ السيادة على الغذاء، وتسعى إلى تعزيز التعاون والتشبيك العربي والإقليمي والعالمي وتبادل الخبرات بما يخدم مفاهيم والسيادة على الغذاء والمصادر الطبيعية في البلدان العربية، كما تتطلع إلى دفع منظمات المجتمع المدني العاملة في مجالات الزراعة والأمن الغذائي.

وتالياً نصّ البيان..
 

بيان باسم الشبكة العربية للسيادة على الغذاء حول الكارثة في بيروت
 

بادئ ذي بدء، نتوجه في الشبكة العربية للسيادة على الغذاء بأحر التعازي وأخلص مشاعر المواساة للأهل في لبنان، إزاء النازلة التي هزت العاصمة اللبنانية بيروت، ونترحم على الضحايا، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين، ونعلن وقوفنا وتضامننا بأقصى ما نملك، من أجل تجاوز التداعيات الكارثية لانفجار المرفأ اللبناني عصر الرابع من شهر أغسطس\آب عام 2020.

هذه الحادثة الصادمة والتي حولت العاصمة صاحبة الجمال الأخاذ إلى مدينة منكوبة، ستخلف -إلى جانب أعداد الضحايا وآلاف الإصابات-  خسائر تقدر بمليارات الدولارات، وأزمات مستعصية متشعبة في معظم القطاعات، على رأسها  أزمة غذاء حادة على الأبواب.

ونحن أمام هذه المعضلة الاستثنائية، وحتى موعد الكشف عن أسباب هذا الانفجار إذا ما كان عملاً مدبّراً أو حدثاً جراء إهمال وتقصير، نوجه نداءً عاجلاً للعالم بضرورة التحرك الجاد والسريع في التعامل مع هذه الأزمة القاسية من خلال تقديم الدعم والإسناد على كافة المستويات، لا سيما وأن لبنان يعاني أساساً من أوجاع اقتصادية وسياسية مزمنة.

وعليه، ننادي بجملة هذه الأمور.. 
 

أولاً:- الإسراع في الإمداد الإغاثي والغذائي والطبي من قبل المؤسسات الإنسانية والإغاثية العربية والدولية بسعة تغطي البلاد لثلاثة أشهر على الأقل، فثمة تقديرات اقتصادية أولية تشير إلى دمار 80٪ من مرفأ بيروت، بوابة معظم الصادرات والواردات، الأمر الذي يهدّد الأمن الغذائي في لبنان.

ثانياً:- صومعة الحبوب الرئيسية في ميناء بيروت، أصابها الدمار، وعلى العالم أن يسارع دون فقدان لبنان مورده من احتياطيات الحبوب والقمح.

ثالثاً:- نحذر من استهلاك القمح أو الذرة  المتبقيَيْن في الصوامع، نظراً لاختلاطهم المباشر بالردميات والمواد الكيميائية والزيوت الصناعية وغيرها من المواد التي تجعلها غير صالحة للاستهلاك البشري أو الحيواني، فضلاً عن عدم صلاحيتها لاستخدامها كأي نوع من أنواع السماد.

رابعاً:- نشدد على ضرورة وقوف السلطات اللبنانية على حقيقة انتشار غازات سامة أو أية مواد مشعة أخرى في لبنان، والسعي إلى تشخيص الآثار والتداعيات البيئية في سماء وشواطئ بيروت، وذلك بالتعاون مع الخبراء اللبنانيين والاستعانة بالأمم المتحدة.

خامساً:- نشكر الدول التي بادرت إلى تقديم الغوث للأهل في لبنان، ونحث الدول التي لم تبادر حتى هذا الوقت إلى إدراك لبنان واللبنانيين، فالأزمة هائلة تستدعي تعاون الجميع.

سادساً:- نؤكد على ضرورة أن تتم جميع الإجراءات والمساعدات العربية والدولية الموجهة إلى لبنان بالتنسيق مع الدولة اللبنانية بكافة أجهزتها ووفق الأولويات الوطنية المطلوبة، حفاظاً على سيادة لبنان.

ختاماً، تضع الشبكة العربية للسيادة على الغذاء خبرات أعضائها في مختلف الأقطار العربية خالصة في سبيل سلامة لبنان واللبنانيين، كما أننا بصدد إعداد مقترحات مشاريع للمساهمة في انقاذ ودعم الأمن الغذائي في لبنان.