العربية لحماية الطبيعة: ما جرى في "وادي الكرك" كارثة
الصورة

نستهجن في العربية لحماية الطبيعة ما جرى من أخطاء جسيمة بحق سيل وادي الكرك أواخر شهر حزيران الفائت، لم تنعكس على واقع البيئة والسياحة فحسب، بل امتد تأثيرها لتهدد الأراضي الزراعية ومحاصيل المزارعين القريبة من تلك المناطق.

فإلى جانب الصور المحزنة التي تداولها السياح والنشطاء ونقلت مشاهد الأسماك النافقة، والمياه العادمة التي تدفقت إلى مسار الوادي، نقل إلينا بعضُ المزارعين في منطقة "غور النميرة" و"غور المزرعة" والتي تُسقى مزروعاتهم من سد وادي الكرك، تخوفاتهم من أن تفسد المياه الملوثة أراضيهم، وهم الآن بين خيارين أحلاهما مرّ، بين أن تموت مزروعاتهم من العطش، أو تموت من المياه العادمة إذا ما جرى توزيعها من برك تجميع المياه للمزارعين، حيث تدفقت مياه عادمة من محطة تنقية الكرك إلى مجرى السيل واختلطت بالمياه المعدّة للزراعة.

ومنذ نحو ثلاثة أشهر كانت العربية لحماية الطبيعة قد وزعت قرابة نصف طن من بذور الملوخية (500 كيلو)، لزراعة 100 دونم من الأراضي الزراعية في الأغوار، وبحسب بعض المزارعين المستفيدين، فإن بعض هذه المحاصيل قد تفسد إذا لم يتوفر حل سريع لهذه المشكلة، الأمر الذي سينعكس سلباً على معدلات الأمن الغذائي.

نحن نعتقد أنّ ما حصل في (وادي الكرك)، تلك البقعة الطبيعية النادرة ساحرة الجمال، يرتقي إلى مستوى كارثة بيئية تستدعي التدخّل العاجل وتدارك الأخطاء وضمان عدم تكرارها والعمل على تنظيف المنطقة مما لحق بها من أضرار وتركيز الاهتمام عليها، وتلك أمور لا تتحقق إلا بعد محاسبة المقصرين والمسؤولين عن تلك الأخطاء، وتعزيز الرقابة على هذه المناطق التي تكتنز موارد وثروات طبيعية نادرة.

إن الأمر حقاً مثير للاستياء، ففي وقت يتجه العالم فيه إلى وضع الأولويات البيئية والزراعية التي كشفت عن أهميتها أزمة كورونا، ما زالت هذه القطاعات الهامة تعاني من الإهمال واللامبالاة من قبل الجهات الرسمية ذات العلاقة في الأردن.