العربية تضع موضوع الحروب والاحتلالات على مائدة مؤتمر الأمم المتحدة المناخي في قطر | العربية لحماية الطبيعة
الصورة

تصدرت قضية فلسطين سادس جلسات ساعات الحكمة في مؤتمر الأمم المتحدة الثامن عشر للتغير المناخي خلال الجلسة التي نظمتها “العربية لحماية الطبيعة” في الأول من كانون الأول 2012 ، بعنوان الصراعات والتغير المناخي وحقوق الإنسان.

وعرضت السيدة رزان زعيتر، رئيسة العربية لحماية الطبيعة ورئيسة الجلسة، أعمال المنظمة وحملة زرع المليون شجرة في الضفة الغربية وقطاع غزة ،حيث تقوم قوات الاحتلال الأسرائيلي باقتلاع الأشجار، لا سيما أشجار الزيتون، لتبني مكانها المستوطنات والطرقات. واعتبرت السيدة رزان أن هذه الممارسات تقضي على مورد رزق العائلات الفلسطينية وأن المجموعة تعمل على مواجهة هذا الظلم بزرع الأشجار.

وتحدثت من الضفة الغربية السيدة سهاد الجابي، أخصائية علم النفس في منظمة شباب الغد الفلسطينية التي تعمل مع ضحايا الانتهاكات في الأراضي الفلسطينية، إلى الضغوط التي يمارسها المستوطنون الاسرائيليون على موارد الأرض والماء إضافة إلى اضطهادهم للفلسطينيين. وذكرت نقلاً عن منظمة العفو الدولية أن نحو “ 450000 مستوطن إسرائيلي يستهلكون من المياه ما يستهلكه مليوني  فلسطيني”.
من جانبه أكد السيد عباس راحي مدير المنظمة العراقية للتأهيل الاجتماعي والبيئي أن الموارد الطبيعية في العراق تجعل من الدولة طرفاً مشاركاً ومانحاً في مواجهة التغير البيئي.
لكن وللأسف، تجري الأمور بشكل عكسي .

وتركز دراسة السيد راحي على تدهور قطاع الزراعة في العراق وآثاره على الطبيعة بعد عقود من الحرب. فشح المياه والدمار الذي لحق بالاراضي الزراعية حوّل الأرض الخصبة التي كانت تصدّر أنواع الفاكهة والخضار المختلفة إلى سوق استهلاكية. وناشد السيد راهي الحكومات التحرك لرعاية البيئة وحمايتها وتحسين وضعها.
وفي موازاة ذلك طرحت الناشطة مريم جعجع من العربية لحماية الطبيعة الوضع في قطاع غزة وقالت إن الموارد الطبيعية والأمن الانساني والاستقرار الاجتماعي والنظام المناخي كلها نواح مترابطة. واعتبرت أن التغير المناخي أدى إلى تدهور الموارد من تربة وغذاء، ووقوع نزاعات.
واشارت السيدة جعجع إلى أن النزاع أدى إلى تدمير الأنظمة البيئية من خلال استنزاف المياه والتربة، وهو ما فاقم الصراع على الموارد المتبقية.
وتحدث جعجع عن آثار القصف الاسرائيلي على غزة والذي ادى إلى فقدان الأمن الغذئي لأكثر من 75 % من السكان. وقد تحوّل القطاع من واحة خضراء في قلب منطقة الشرق الأوسط لتصبح 30 % من أراضيه الزراعية منطقة يتعذر على الفلسطينيين الوصول إليها بينما تقبع النسبة المتبقية تحت وطأة الصراع.

تحدث في الجلسة أيضاً السيد افيديو غونزاليس من الاتحاد العالمي لصون الطبيعة عن حقوق الانسان في موضوع الصراعات والتغير المناخي والسيدة دورين ستابنسكي عن دور المجتمع المدني العالمي في قضايا التغير المناخي، وقد خرجت هذه الدردشة بتوصيات أهمها ضرورة
ايجاد اطار تشريعي قوي لمنع الانتهاكات البيئية خلال الحروب والاحتلالات، كما شددت على أهمية اجراء دراسات أكثر عمقاً حول العلاقة بين التغير المناخي والصراعات، بالاضافة إلى ضرورة معالجة الأسباب الجذرية التي تجعل السكان أكثر عرضة وحساسية لتأثيرات التغير المناخي.