كلمة العربية لحماية الطبيعة في الحفل السنوي 2014 | العربية لحماية الطبيعة
الصورة
كلمة العربية لحماية الطبيعة في الحفل السنوي 2014
كلمة رئيسة العربة لحماية الطبيعة رزان زعيتر في حفلها السنوي 6 كانون الاول 2014في كل مرة أقف أمامكم أجد نفسي أنحني لإيمانكم المدوي والذي لا يتزعزع حول حقنا في الحياة. لقد راهنتم معنا عندما لبيتم دعوتنا اليوم بأن الحياة والأمل والعمل أجدى بكثير من الخنوع والإحباط واليأس. فرغم كل الجنون الذي نعيشه لا تزال عزائمنا قوية وأحلامنا تزغرد. لم نتوقف يوماً منذ احتضنتنا ثقتكم الدافئة لأربعةِ عشرة عاماً لم نتوقف عن العمل والأمل والثقة التامة بالنصر. لقد اعتدنا كل موسم مطري عند لقاء العربية الحميم معكم أن نلخص في عجالة الدروس التي تعلمناها خلال العام الذي مضى حول  عملنا في مجالي الأمن الغذائي والسيادة على الغذاء في الوطن العربي، تزاحمت الأفكار و سرعان ما تبخرت ولم يبق منها إلا فكرة تحفزنا على تكثيف الجهد وهي أن أمننا الغذائي مفقود في هذا الوطن الكبير و يكفي أن نعلم أن في الوطن العربي أكبر عجز غذائي في العالم . وان الأردن وفلسطين الأقل أمنا غذائيا والأكثر استجداءا للمساعدات الغذائية في الاقليم. وان الاردن يستورد سبعا وثمانين في المئة من غذائه , بعد ان كان يصدر منه . وكاننا هنا نحقق بأيدينا أمنية كسنجر عندما أوجز خططه قائلا "سيطر على الوقود لتسيطر على الدول وسيطر على الغذاء لتسيطر على الشعوب" أو قول مستشار أولمرت عام 2006 "الهدف ليس اماتة الغزيين من الجوع بل  ابقائهم في في حالة جوع مستدام". اذ انخفضت زراعة  الحبوب في الاردن بنسبة 57% من الستينات حتى التسعينات في حين ارتفعت قيمة استهلاكه  من الحبوب المستوردة بنسبة 41%. وبينما يصرف المواطن الاردني والعربي في كثير من دولنا الغير منتجة للنفط 40% من مدخوله على الغذاء , ينفق مواطن الدول التي لها سيادة على مواردها فقط  6-10% من مدخوله. ان أحد أهم اسباب هذا الوضع البائس هو غياب الارادة السياسية بالاضافة للحروب التي يراد لها أن تستدام في إقليمنا العربي الممتد، وهذا عبر وسائل مبتكرة يفرضها المستعمر كما يشاء بوجهه القديم الحديث كالضغط علينا بكل الوسائل الترغيبية والترهيبية وذلك لوأد قدراتنا على الانتاج والزراعة هادفين  سلب سيادتنا على أمننا الوطني والاقليمي  ومواردنا الطبيعية أو من خلال الحروب النفسية المدروسة   وعبر اغراقنا في فتن دموية دينية ومذهبية واثنية وجغرافية اذا استمرت فلن تبقي ولن تذر . ولكن ماذا عنا نحن.؟؟ هل نستسلم أونلين ؟ كلا وألف كلا.  محال أيها الأخوة والأخوات ان نساق الى حتفنا بهذه السهولة وأن نقف مكتوفي الأيدي مسيرين لا مخيرين وخاصة أنه قد بدأت جهود الشرفاء في العالم تاتي أكلها فقد تعاظمت حركات المقاطعة للعدو عالميا حتى اعترف بانها باتت تهديدا وجوديا له وأصبح أكثر من 50% منهم يحلمون بمغادرة فلسطين . ونتيجة للمقاومة الشريفة في غزة ولبنان والضفة وصمود أهلنا في فلسطين 48 أصبح الكثيرون من شبابهم يعزفون عن القيام بالتجنيد الاجباري والانتساب لجيشه. المهم اذن أن نوحد بوصلتنا ونقسم أن لا يقصي اي طرف منا الاخر, وان نصمد ونقاوم و ننتصر ولو بعد حين. ويحضرني هنا أن ادعو الجميع وكل من موقعه الى ضم جهودهم للعربية لحماية الطبيعة واللجنة التنسيقية للمجموعات المناهضة لاستيراد الغاز المسلوب من الكيان الصهيوني لايقاف صفقة الغاز الخطرة ورفع وزرها عن هذا الشعب الطيب.  أحباءنا كلما دعوناكم الى حفلنا  دعونا الفرح الى قلوبنا وها  نحن جميعا و برغم كل الجنون وحروب التيئيس نجتمع مرة أخرى لنطلق معاً اليوم فرحا جديدا عملنا له ستة أعوام ألا هو حملة المليون الثالث من الأشجار في فلسطين المقدسة .           و لنعيد للزراعة في تربة الأردن المقدسة مكانتها محاربين تهميشها الظالم عبر العقود الماضية جادين في المطالبة بتحقيق التكامل العربي وأيضا لنطلق معاً حملتنا الجديدة والمستمرة لإعادة التأهيل القطاع الزراعي في غزة العزة ولنستمر أيضاً في خوض حروبنا الصعبة وتحالفاتنا القوية للوصول الى انجازات اكبر في التاثير على السياسات العالمية في المنابر الدولية والتي لن يزيل الصدأ من أسماعها إلا استمرار التعاون والتشارك والمأسسة في ما بيننا مثبتين للزمان اننا سنظل نعمل وكلنا إيمان أنه لابد للأرض والبوصلة أن تعود وتوحدنا، وسنصحو في يوم قريب جداً لنرى العقول وقد زالت غشاوتها والدموع قد عادت الى  مآقيها وعاد نداء الأرض والحياة ليملأنا أملاً ونصراً.