الجعجع: مسؤولية الخراب البيئي تتحملها الدول الكبرى الجشعة
الصورة

شارك حسن الجعجع، أحد مؤسسي العربية لحماية الطبيعة، كمتحدث في ويبينار إقليمي (5 حزيران\يونيو 2020) جمع نخبة من الباحثين والخبراء البيئيين، بدعوة من جمعية أصدقاء البيئة في قطر، بمناسبة يوم البيئة العالمي.

واستهل الجعجع كلمته بالآية الكريمة التي تبيّن أن الله خلق الكون وأحكمه بنظام بيئي متوزان "وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم، ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون".

ثم تساءل "هل الإنسان جزء من البيئة يستمر باستمرارها أو أنه يسعى لاستنزافها، وكأنه الجيل الأخير الذي سيحيى على الكرة الأرضية"؟، مشدداً على أن مسؤولية الخراب البيئي تقع أساساً على عاتق الدول الصناعية الكبرى، التي تتبنى ثقافة الاستهلاك الجشعة على حساب الاستدامة، حتى لو أدى ذلك إلى فساد البيئة وبالتالي تدمير البشرية.

وأضاف أن هذه الدول لا تستهلك البيئة لسد حاجات مشروعة، بل لمراكمة الأموال دون أي تقدير للتوازن البيئي، مشيراً إلى أنهم ينشبون الحروب ليبيعوا الأسلحة، ويخلقون الأمراض ليبيعوا الدواء، ويستغلون كذلك تخريبهم للبيئة من أجل بيع المبيدات الحشرية!.

وحول تعامل الإسلام مع البيئة، قال الجعجع، إن الباحث بتعاليم الإسلام يجد أنها أوصت باحترام الماء والتربة والهواء والحيوان والنبات، لافتاً -على سبيل المثال- إلى ما يعرف بـ "الحمى في الإسلام"، وهي قطعة الأرض الفسيحة وما فيها من عيون وينابيع تُحمى من الناس، ويُمنعون أن يرعوا فيها بأغنامهم ومواشيهم وأنعامهم لفترة من الزمن حفاظاً على التوازن البيئي.

ودعا خلال كلمته إلى ضرورة إيجاد ميثاق أخلاقي إنساني عالمي بين الشعوب والدول يعيد البشر إلى فطرتهم الخيرة وإلى دورهم في الحفاظ على البيئة والطبيعة، مشيراً إلى أن العامل الأخلاقي تلاشى تماماً في سياسات الدول، وباتت أسوأ من الحيوانات التي تصيد لتأكل لا لتدمر.

وفي ختام الحديث، بينّ الجعجع أن انتشار فيروس كورونا وتأثيره على حياتنا في الأشهر القليلة الأخيرة ساهم بإبطاء عجلة استهلاك الطبيعة، وساعد على تعافي البيئة بشكل كبير، إما عن طريق خفض تلوث الهواء، أو إعادة ترميم طبقة الأوزون، أي خفض نسب ثاني أكسيد الكربون في الطبقات العليا وتقليل تلوث المحيطات، وهو ما يعني التعافي الجزئي لكثير من أعداد الحيوانات.