العربية تدعو لتطبيق نهج الترابط الثلاثي لتحقيق الأمن الغذائي
الصورة

بدعوة من لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، شاركت المديرة العامة للجمعية العربية لحماية الطبيعة مريم الجعجع كمتحدث في الجلسة الأولى لسلسلة الحوارات التي تعقدها اللجنة، حول سياسات العدالة الاجتماعية والأمن الغذائي في المنطقة العربية، وذلك يوم الأربعاء 20 اكتوبر / تشرين الأول 2021.

 

تأتي هذه الجلسات كمحاولة من اللجنة لفهم واقع الأمن الغذائي في المنطقة بصورة أقرب، من خلال ممثلين وخبراء من القطاعات المختلفة، وذلك بعد الاعتراضات التي واجهتها قمة الأمم المتحدة للغذاء التي عقدت نهاية شهر أيلول الماضي.

 

افتتحت الجعجع كلمتها التي كانت بعنوان "الأمن الغذائي في ظل الصراعات والأزمات"، بالتذكير بنهج الترابط الثلاثي Triple Nexus Approach في الاستجابة الشاملة لانعدام الأمن الغذائي، المعتمد من قبل الأمم المتحدة، والذي يقوم على مبدأ الترابط بين كل من الدعم الإنساني والإغاثي على المدى القصير، والدعم التنموي على المدى البعيد، وبناء السلام مع معالجة الأسباب الجذرية للضعف أو الأزمات.

 

وفرقت الجعجع بين هذا النهج الجديد ومبدأ المرونة Resilience الرائج، فالأخير جذّاب لكنه ليس كافيا، حيث أنه لا يتبنى في مضمونه مفاهيم أساسية، كأهمية معالجة الأسباب الجذرية للضعف، ووقف الأزمات والصراعات، أو الوقاية من حدوثها.

 

ذكرت الجعجع في كلمتها ما يواجه نهج الترابط الثلاثي من صعوبات أمام تنفيذه على أرض الواقع، فهناك حاجة إلى تعريف الركائز الثلاث بطريقة تشاركية، وخاصة الركيزة الثالثة، ركيزة السلام، كما أن هذا النهج لم يترجم إلى خطة عمل واضحة، مع توزيع للأدوار والمسؤوليات، بل ولم توضع له خطة مالية تساعد على تطبيقه.

 

كما اقترحت مجموعة من الحلول لتسهيل تطبيق هذا النهج، كتعزيز اعتماد الدعم الإنساني والغذائي على المشتريات المحلية والإقليمية، وتعزيز النظم الغذائية المحلية بدل تغييرها، وذلك لضمان وصول الغذاء الآمن والمتنوع، خاصة في ظل الإنغلاقات التي تهدد خطوط التجارة وحركة الاستيراد والتصدير، بالإضافة إلى إعطاء ملكية البرامج الداعمة إلى الدول، وتحليل النزاع بشكل محلي وتشاركي يحترم القانوني الدولي، وليس بشكل تدخل خارجي لا يحترم القانون الدولي ولا يدرك تفاصيل المنطقة الداخلية، لنصل إلى نقطة محورية وهي احترام التزامات الدول خارج نطاق أراضيها، وحماية السكان من الحصارات التي تمثل أحد سياسات العقاب الجماعي، التي تهدد الأمن الغذائي في المناطق المحاصرة بشكل كبير جداً.

 

وطالبت الجعجع في نهاية كلمتها بتطبيق إطار العمل حول الأمن الغذائي في ظل الأزمات الممتدة، الذي أعدته لجنة الأمن الغذائي العالمي CFS سنة 2015، وصادقت عليه غالبية دول العالم بعد أن بذلت العربية لحماية الطبيعة جهوداً كبيرة في المساهمة في كتابته وتعميمه، واعتبرت الجعجع أن تهميش هذا الإطار في قمة الأمم المتحدة للغذاء اعتبر أحد أكبر المآخذ عليها، وهو أحد الأسباب التي دفعت العربية لحماية الطبيعة بالتضامن مع عشرات منظمات المجتمع المدني الأخرى، للعمل على مقاطعة هذه القمة وإطلاق قمة الشعوب للنظم الغذائية في نفس الفترة.