حذرت الشبكة العربية للسيادة على الغذاء من أن استمرار الاعتداء الممنهج على الأراضي الزراعية من قبل الاحتلال يضع الغزيين في مواجهة شبح التجويع، ويهدد ما يقرب من 20 ألف مزارع في غزة من انهيار أعمالهم، (20 أيار\مايو 2021).
وقالت في بيان لها إن ثمة خسائر وأضراراً أصابت القطاع الزراعي تجاوزت قيمتها 200 مليون دولار بعد 11 يوماً من بدء العدوان على القطاع وفق وزارة الزراعة الفلسطينية، وهي خسائر نتجت جراء تواصل القصف المركز لمئات الدونمات وعشرات المنشآت الزراعية.
وضمّنت الشبكة في بيانها جملة من المطالب على رأسها دعوة المجتمع الدولي إلى استخدام كافة الأوراق المتاحة للضغط على الكيان الإسرائيلي من أجل إيقاف حربه الوحشية على غزة والقطاع الزراعي فيها، ورفع الحصار الظالم بشكل فوري وعاجل، وتجريم استخدام الغذاء والماء كسلاح في هذه الحرب.
وتالياً نصّ البيان..
بيان باسم الشبكة العربية للسيادة على الغذاء حول العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة
بادئ ذي بدء نقف إجلالاً أمام بطولات وتضحيات الشعب الفلسطيني ونحيي صمودهم، كما ونعلن في الشبكة العربية للسيادة على الغذاء تأييدنا المطلق للمقاومة الباسلة في نضالها المبارك ضد العدوان والإجرام الصهيوني الغاشم.
لقد عمد هذا العدو لا إلى استهداف الأبرياء ومساكنهم فحسب، بل إلى قصف وتدمير البنية التحتية الزراعية والأراضي الزراعية على طول المناطق الحدودية، في مساعي ممنهجة وخبيثة لتجويع قطاع غزة، الذي يعتمد عدد كبير من سكانه على الفلاحة والإنتاج الزراعي والمشاريع التنموية النسوية الصغيرة.
ثمة خسائر وأضرار أصابت القطاع الزراعي تجاوزت قيمتها 27 مليون دولار بعد نحو 10 أيام من بدء العدوان الحالي على القطاع وفق وزارة الزراعة الفلسطينية، وهي خسائر تتضاعف بشكل يومي نتيجة لتواصل القصف المركز لمئات الدونمات وعشرات المنشآت الزراعية، وكذلك استهداف مخازن ومستودعات مدخلات ومستلزمات الإنتاج الزراعي بشكل مباشر.
إن استمرار الاعتداء الممنهج على الأراضي الزراعية من قبل الاحتلال يضع الغزيين في مواجهة شبح التجويع، جراء ما يتعرض له نظام الغذاء المحلي في غزة من تدمير متواصل، لا سيما أنه نظام يعاني أساساً من أزمات مزمنة نتيجة الحصار الظالم على القطاع ووباء كورونا.
هذه الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة تهدد ما يقرب من 20 ألف مزارع في غزة، نحو 95% منهم يعدّون من صغار المزارعين الذين تتراوح ملكيتهم للأرض ما بين دونم وثلاث دونمات، ويعتمدون على الزراعة العائلية لتعويض تكلفة الإنتاج، علماً أن 5% من المزارعين هنّ من النساء المزارعات المعيلات.
وإلى جانب هذه التحديات الوجودية للمزارعين، يعاني نحو 4000 صياد من حرمانهم من أبسط حقوقهم في الوصول إلى الميناء ومواصلة الصيد جراء العدوان واستمرار الحصار على البحر، إضافة إلى الدمار والأضرار التي حلت بقواربهم وممتلكاتهم وأدواتهم.
وإزاء هذه التطورات الخطيرة نطالب المجتمع الدولي إلى استخدام كافة الأوراق المتاحة للضغط على الكيان الإسرائيلي المجرم من أجل إيقاف حربه الوحشية على غزة والقطاع الزراعي فيها، ورفع الحصار الظالم بشكل فوري وعاجل، وتجريم استخدام الغذاء والماء كسلاح في هذه الحرب، كما ننادي جميع المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، ومنظمات المجتمع المدني في العالم بضرورة التحرك الفاعل وحشد الجهود لإعادة تأهيل وإعمار البنى التحتية المدمّرة، من أجل تمكين آلاف المزارعين الغزيين من ممارسة حقهم في الوصول إلى أراضيهم وإنقاذ محاصيلهم الزراعية، وتوفير الغذاء لسكان القطاع خلال الأزمة.
وفي ختام بياننا، نطالب الحكومات العربية المبادرة إلى إيقاف كافة أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، كما نطالب دول العالم باعتبار "اسرائيل" كياناً عنصرياً ويجب مقاطعته.