مريم الجعجع: تعريف السلام غير واضح وميزانية بناء السلام ومعالجة جذور الحروب والصراعات  "نقطة في بحر" أمام ميزانيات العسكرة وتأجيج الفتن
الصورة

(8 حزيران\يونيو 2021)، قدمت العربية لحماية الطبيعة ممثلة بمديرتها مريم الجعجع مداخلة حول موضوع "نشاط الشباب في بناء السلام والبيئة" في ندوة نقاشية بدعوة من مجموعة العمل المعنية بالشباب والأطفال ومجموعات العمل الرئيسية وأصحاب المصلحة العامة (GMGSF) التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP). 

وشددت الجعجع خلال حديثها على أهمية توفر تعريف واضح للسلام، لافتة إلى أن السلام ليس عملية لفض النزاع العسكري، بل مصطلح هام يبنى على استعادة الحقوق والعدل حتى يكون مستداماً.

وحذرت من أن يبقى تعريف "السلام" مفتوحاً وأن يوظف ضد الشعوب، محذرة مما يعرف بمشاريع الـ "Greenwashing"، وهي مشاريع بيئية غالباً ما تستهدف الشعوب المظلومة لتبييض صورتها بعد قيام أصحابها بانتهاكات بيئية، مشيرة إلى مشروع "Ecopeace" البيئي والذي حاول الاحتلال الإسرائيلي من خلاله إشراك الشباب الأردني في فعالياته سعياً لتنظيف سمعة الكيان الغارقة بالانتهاكات البيئية وغير البيئية.

وقدمت الجعجع خلال كلمتها نبذة عن العربية لحماية الطبيعة وإنجازاتها واعتمادها على تطوع الشباب وتفاعلهم، ولدى طلب بعض الحاضرين بالندوة الحديث عن خبرة "العربية" في المفاوضات، بينت الجعجع أنها دخلت المفاوضات في العاصمة الإيطالية روما حول الأزمات الممتدة، وكانت من أصغر المشاركين في هذه المفاوضات، ومع ذلك استطاعت تضمين كثير من القرارات لم يستطع كبار المفاوضين تضمينها، لافتة إلى أن ذلك يعود إلى الاعتبار والاحترام الذي يحظى به الشباب بصفتهم ضمير الشعوب.

ولدى تلقيها سؤالاً عن سبب استمرار الحروب في الوقت الذي تنادي فيه المنظمات الدولية بضرورة العمل حول الربط ما بين الدعم الإنساني والإنمائي وبناء السلام، بينت مريم الجعجع أن الميزانية التي توضع لبناء السلام ومعالجة الحلول الجذرية للحروب والصراعات عادة ما تكون "نقطة في بحر" بالنسبة للمخصصات التي تصرف على العسكرة وتأجيج الفتن وإشعال الحروب، مشددة على أن الحلول يجب أن تشمل محاسبة الدول التي تدفع لتأجيج الصراعات، وتلبي مصالح شركات السلاح على حساب الشعوب المتنازعة.