خلال كلمتها في مؤتمر لـ "فلسطيني الخارج".. "زعيتر" تشرح بالأرقام ما آلت إليه تجارب الدول التي تورطت بالتطبيع
الصورة

تحدثت رزان زعيتر، رئيسة العربية لحماية الطبيعة في ندوة بعنوان "حصاد التطبيع"، بدعوة من المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر الدولي لمقاومة التطبيع بمشاركة شخصيات فلسطينية وعربية وأجنبية من مختلف دول العالم، وذلك بهدف إيجاد حراك عالمي لمقاومة التطبيع العربي والعالمي مع الاحتلال الإسرائيلي، (٢٧ شباط\فبراير - ٣ آذار\مارس 2021).

ودعت زعيتر إلى تشكيل جبهة موحدة وممأسسة ضد اتفاقيات السلام والتطبيع، أو كما وصفتها بـ "اتفاقيات الاستحقار والاستغباء والاستعباد"، "ليس فقط للشعوب ولكن للدول ورؤوسها وحكامها" وفق ما قالت، لافتة إلى أن التاريخ أثبت بالتجربة والبرهان أن حكام هذه الدول هم أول من سيدفع ثمن التورط بالتطبيع.

وبينت أن أول مهمة لهذه الجبهة هي توثيق الفشل القاسي لكل  الدول العربية التي دخلت في أتون معاهدات تطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وتعميم هذا التوثيق على نطاق واسع، مضيفة "علينا أن نثبت بشكل صارخ خداع وكذب الاحتلال بادعاءات التطوير في المجالات الاقتصادية والسياحية والزراعية، فلا حاجة للشرح كيف تراجعت تلك القطاعات في هذه الدول ووصلت إلى مستويات غير مسبوقة من الانهيار".

وشرحت بالأرقام ما آلت إليه تجارب الدول التي دخلت في معاهدات تطبيع مع "اسرائيل" خلال القرن الماضي (أوسلو 1993، كامب ديفيد 1978، وادي عربة 1994)، عبر مقارنات لوضع هذه البلاد قبل تاريخ التطبيع وواقعها الحالي الغارق في البؤس والتراجع على نحو صارخ.

وشددت زعيتر على ضرورة تحويل الغضب الشعبي إلى عمل، مؤكدة على أن وسائل المقاومة حدودها السماء وستظل متاحة بكافة أشكالها، معرجة على تجربة "العربية" التي جسدت عبر أعمالها "المقاومة الخضراء"، وأوضحت أن الجمعية بدأت صغيرة جداً قبل عشرين عاماً، وأصبحت الآن حركة يدعمها آلاف المتطوعين في كل العالم العربي، وتنضوي على فكرة بسيطة وهي دعم المزارعين والتنمية الريفية والسيادة على الغذاء في فلسطين والوطن العربي، أما النتائج فقد كانت عظيمة، منوهة إلى أن هذه المشاريع التنموية الناعمة أثارت على نحو مدهش مخاوف الاحتلال، مما يثبت فعاليتها.

وبينت أثر هذه المشاريع في تثبيت صمود الفلسطينيين، لافتة إلى اعتداءات الكيان المحتل والمستعمرين المتواصلة للأشجار في فلسطين، مستشهدة بقول عالمة الأنثروبولوجيا السويسرية كريستين بيرينولي حول الطريقة التي تتبعها "اسرائيل" لمحو فلسطين من خلال تغيير المشهد الطبيعي حين قالت إن "التشجير واقتلاع الأشجار واقتلاع الزرع والزراعة.. جميعها نشاطات ناجعة لتغيير المشهد البصري على المدى الطويل وهي وسائل للاستيلاء على الأماكن وإقرار تفوق قوة ما".

وأوصت زعيتر في نهاية حديثها على ضرورة ملء الفراغ الكبير في المنابر العالمية والدولية المعنية بالتأثير على السياسات المتعلقة بحماية الموارد الطبيعية في ظل الاحتلال، مشيرة إلى أن الحضور العربي في تلك المنابر يكاد يكون معدوماً.

ويعقد المؤتمر الدولي لمقاومة التطبيع بالتعاون والشراكة مع أكثر من 100 من المؤسسات والمنظمات الدولية والعربية، والعديد من وسائل الإعلام.