حرب تجويع وتهجير اللبنانيين، دراسة حالة أعدتها العربية لحماية الطبيعة مع موئل الأمم المتحدة
الصورة

العربية لحماية الطبيعة| عمّان

تشرين الثاني/ نوفمبر 2022

 

بعد إنجاز العربية لحماية الطبيعة بالتعاون مع موئل الأمم المتحدة والشبكة الدولية لأدوات الأراضي (GLTN)، دراسة مستفيضة عن "الأرض والصراع في المنطقة العربية" تعد الأولى من نوعها تضم 12 دراسة حالة وتشمل 11 بلداً، نشر الموئل أولى دراسات الحالة عن لبنان. وتكمن أهمية هذه الدراسة في كونها تعكس أولويات وتطلعات المجتمع المدني العربي في قضايا بحثية من خلال اعتماد خبرات ووثائق أكاديمية عربية تبنت الرؤية العربية كأولوية في التحليل وعرض الوقائع.

 

وسعى فريق الإعداد المكون من المديرة العامة للعربية لحماية الطبيعة، مريم الجعجع ود. رامي زريق، وإيل أمبلر، ومنيرفا صادق، إلى تبيان النوايا الخبيثة والمبيتة لدى العدو في حرب 2006 التي شنها لنحو شهرين من 12 يوليو/ تموز 2006 واستمرت حتى وقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة في 14 أغسطس/ آب 2006.

 

وبحسب الدراسة، فقد عمد الاحتلال في هذه الحرب ومن قبلها بسنوات إلى إحداث آثار ممتدة باستهدافه للأراضي الزراعية في جنوب لبنان على وجه الخصوص بالذخائر وزراعة الألغام والقصف بالقنابل العنقودية، بغرض إقامة منطقة عازلة خالية من السكان من خلال تهجير الأسر ذات الغالبية العاملة في القطاع الزراعي، بشكل دائم وليس بشكل مؤقت أثناء الحرب.

 

ومن الشواهد التي قدمتها دراسة الحالة عن لبنان ما يؤكد ان الاحتلال الإسرائيلي استخدم "التجويع" كتكتيك عسكري عبر تقويض الأمن الغذائي للبنانيين بتدمير الموسم الزراعي في البلاد خصوصاً أن توقيت القصف تزامن مع ذروة موسم الحصاد، في مناطق يساهم القطاع الزراعي فيها بنحو 80% من الناتج المحلي الإجمالي، إضافة لترك آثار ممتدة على الأرض المتضررة لسنوات لاحقة مع ملاحظة تكثيف القصف مباشرة قبل إعلان وقف إطلاق النار.

 

 وأوردت الدراسة التغييرات في استخدام الأراضي التي أصبح الوصول لها خطراً ومهدداً للحياة حتى بعد إعلان وقف إطلاق النار حيث توفي 21 شخصاً وأصيب العشرات بجروح، بسبب انفجار القنابل العنقودية والألغام في المزارعين والرعاة والأطفال، الذين هم معرضون للخطر بشكل خاص لأن معظم الألغام والقنابل غير المنفجرة لا تبدو خطرة وبعضها مربوط بشرائط أو يشبه الألعاب أو المشروبات المعلبة التي تجذب الإنسان لالتقاطها.

 

وألقت الدراسة الضوء على الجهود المكثفة لإزالة الألغام وتطهير 68% من مجموع الأراضي المنكوبة قبل نهاية عام 2017 حتى مع امتناع إسرائيل عن إعطاء خرائط الألغام للهيئات الدولية والجمعيات والمنظمات العاملة على القضية.

 

تجدر الإشارة إلى أن العربية لحماية الطبيعة تنبهت أثناء تبنيها لإعداد هذه الدراسة للمسؤولية التي تقع على عاتقها كمنظمة غير ربحية من المنطقة العربية ترفض التمويل المشروط، إذ ان إعداد مثل هذه الدراسات إن لم يكن من جهة حرة ونزيهة وداعمة لانتزاع حقوقنا بالتمتع بالسلم الأهلي، سيكون سيف مسلط على رقابنا ومحفز لديمومة الحرب وإخضاع شعوبنا.

 

لقراءة الدراسة باللغة الإنجليزية اضغط هنا