العربية لحماية الطبيعة من الرياض "دعونا نعلم الغرب اخلاقنا في أوقات الحرب"
الصورة

 

العربية لحماية الطبيعة| الرياض

11-9 أيلول/ سبتمبر 2024

 

" في داخلي صرخة، لان كل ما يقال ويعرض حولنا الان سيبقى افتراضياً طالما هناك إبادة بشرية وبيئية تحدث في هذه اللحظات بجوارنا في غزة" هذا ما افتتحت به رئيسة العربية لحماية الطبيعة رزان زعيتر كلمتها في المنتدى الإقليمي العاشر لصون الطبيعة لدول غرب آسيا، التابع للاتحاد الدولي لصون الطبيعة IUCN والذي عقد في التاسع من أيلول 2024 في الرياض.

وقالت زعيتر أن هناك 61 مليون شخص يعانون من نقص التغذية، 90% منهم في منطقتنا العربية، وبالرغم من أننا أول من زرع القمح والزيتون وأول من اخترع المحراث، إلا أننا أكبر مستورد للغذاء والقمح في العالم الآن.

ونوهت إلى أن هناك إبادة بيئية تطال حالياً الأردن ولبنان وفلسطين، لكن غزة تشهد إبادة بشرية وبيئية كاملة، حيث دمر الاحتلال أكثر من 80% من القطاع الزراعي و60% من الأشجار بشكل متعمد، إضافة لاستخدامه قنابل الفسفور الأبيض المحرمة دوليا في فلسطين ولبنان والتي تدمر التربة والبيئة لسنوات طويلة.

ونوهت زعيتر أن العربية لحماية الطبيعة استطاعت على مدى سنوات من العمل الدؤوب انتزاع اعتراف الدول الأعضاء في الاتحاد عن مسؤولية الاحتلال عن الجوع وضرورة محاسبة الدول المسببة للحروب خارج حدودها، وبضرورة دعم أنظمة الزراعة المحلية والمزارع الصغير كوسيلة لمواجهة الأزمات.

وأوصت زعيتر إقليمنا بضرورة الدفع نحو صياغة مدونة سلوك في أوقات الحرب والصراع المسلح والاحتلال تنظم عملية رصد الانتهاكات البيئية والاضرار التي تلحق بالموارد الطبيعية، وإنشاء آلية مسائلة وتعويض، والاحتكام بالشريعة الإسلامية التي وضعت الاحكام الأساسية للحفاظ على الأشجار والموارد الطبيعية أثناء الحروب، حيث قالت " دعونا نعلم الغرب أخلاقنا في الحرب كما جاء تماما في وصية سيدنا أبو بكر الصديق لجنود الإسلام قبل فتح بلاد الشام: لا تعقروا نخلاً، لا تحرقوا ولا تقطعوا شجرة، ولا تذبحوا بعيراً الا لمأكلة".

وأضافت "عندما يتحدث العالم عن الترابط بين الماء والغذاء والطاقة نستذكر ونستنير بقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي ربط الترابط بالعدالة وأعطاه بعداً اجتماعياً واخلاقياً في الوقت ذاته، عندما قال " الناس شركاء في ثلاث الماء والكلأ والنار".

وشددت زعيتر على ضرورة التصدي لاستعمال البيئة والغذاء كسلاح إبادة كما يحدث في فلسطين، والتأكيد على أن قيمة الزراعة التكاملية المستدامة حق وأولوية.

يذكر أن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة تأسس عام 1948 ويضم الآن أكثر من 200 حكومة و1000 منظمة غير حكومية، مهمتهم الحفاظ على سلامة الطبيعة وتنوعها، وقد انضمت العربية لحماية الطبيعة لعضوية الاتحاد منذ أكثر من 16 عام، وانتُخبت عام 2016 كعضو في اللجنة الإقليمية لغرب آسيا لمدة أربع سنوات.