زعيتر: للاطمئنان إلى أمننا الغذائي يجب أن ندعم صغار المزارعين
الصورة

قالت رزان زعيتر، المنسق العام للعربية لحماية الطبيعة، ورئيس الشبكة العربية للسيادة على الغذاء، إن "كورونا" كشفت مواطن الضعف في كثير من المجالات في المنطقة العربية على رأسها "إنتاج الغذاء"، مشيرة إلى أن التجاوب الرسمي مع دعوات الانتباه والتيقظ لأهمية هذا الأمر خلال العقدين الماضيين كان ضعيفاً.

وبينت زعيتر خلال مشاركتها كمتحدثة رئيسية في ندوة الكترونية حول "الاقتصاد الاجتماعي والأمن الغذائي في الوطن العربي" (3 حزيران\يونيو 2020)، أن مفهومي الحماية الاجتماعية والأمن الغذائي متكاملان ومترابطان، وكلاهما يحمي الشعوب في أوقات المخاطر والأزمات، مشبهة الربط بين المصطلحين بالعلاقة ما بين الكرامة الإنسانية مع الخبز.

وطالبت في الندوة التي دعت إليها منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) بضرورة الالتفات إلى مناطق الأرياف، سواء في الأردن أو سواها من الدول العربية، بصفتها الأكثر هشاشة وتأثراً بالأزمات، في الوقت الذي تلعب فيه هذه المناطق دوراً مهماً وكبيراً في توفير الحماية الاجتماعية والأمن الغذائي للوطن العربي، مبينة حجم الظلم الذي تتعرض له فئة العمال الزراعيين الذين يعملون ضمن نظام المياومة، لا سيما النساء منهم، مشددة على أهمية تسليط الضوء على هذه الشريحة ضمن استراتيجيات واضحة على المديين القصير والطويل.

ونادت زعيتر في الندوة التي شارك بها كل من المفكر الموريتاني عبد الله السيد ولد أباه، ووزير الدولة السابق للشؤون الاقتصادية في الأردن يوسف منصور، وأدارتها العين سوسن المجالي، بإعادة النظر في السياسة الفلاحية بحيث تكون رافداً للحماية الاجتماعية، وحجر الزاوية في ذلك هو توفير الإرادة السياسية لإعطاء الأولوية للإنتاج المحلي، وذلك من خلال دعم صغار المزارعين وتزويدهم بمدخلات الإنتاج من البذور والأسمدة والمياه، لافتة إلى أنه لا يجب فقط انتظار وزارة الزراعة لتحقيق ذلك، فبوسع وزارة التنمية أيضاً توزيع البذور مثلاً ضمن العون الاجتماعي، بدلاً من توزيع إعانات تستنفذ سريعاً.

وطالبت بشطب ديون المزارعين وإلغاء الضرائب عنهم، والتدخل لتثبيت الأسعار وحماية الأسعار المحلية، من أجل حماية هؤلاء المزارعين من تغول كبار التجار، وإفساح المجال لبيع بضاعتهم في أسواق محلية، وعدم حصر البيع بالسوق المركزي، وضربت مثلاً في محاولة البرازيل لتحقيق الحماية الاجتماعية والأمن الغذائي من خلال مشروعها "صفر جوع"، حيث استطاع رفع الفقر عن ٢٠ مليون مواطن في مدة ٥ سنوات، وقام على أساس توأمة الدعم الغذائي الطارئ مع الزراعة العائلية، من خلال توفير الغذاء للفقراء بشرط شرائه من المزارع الصغير، متطلعة إلى استفادة الأردن من هذه التجربة.

وحذرت زعيتر من الاعتماد على سياسات واملاءات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، منوهة إلى أنها لا تخدم مصالح الدول التي نعيش بها، وحول مفهوم الاقتصاد المجتمعي، بينت أن الحديث عنه كان فضفاضاً بعض الشيء، وسبل عكسه على أرض الواقع غير واضحة، مضيفة "نحن نطرح عليكم شيئاً ملموساً، يجب أن يصل المزارع إلى المدخلات وإلى الأرض والبذور والمياه وينتج ما يحتاجه المجتمع، وليس الاهتمام فقط بالتصدير".