قدمت رئيسة العربية لحماية الطبيعة المهندسة رزان زعيتر محاضرة خلال مؤتمر "الوصول إلى الموارد الطبيعية والترويج للزراعة المستدامة"الذي عقد في 29-30/1 في جامعة "جواهر لال نهرو"نيودلهي-الهند وذلك بدعوة وتنظيم من أكشن أيد الهند وأكشن أيد العالمي، ضم المؤتمر عدداً من قيادي الحركات الإجتماعية في آسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية وأكاديميين ومنظمات غير أهلية.

تطرقت زعيتر في محاضرتها إلى ما يعاني منه قطاع الزراعة من تهميش يتسبب في جعل هذه المنطقة أقل إقليم اكتفاءاً ذاتياً في العالم، رغم غناه الكبير بموارده الطبيعية وتاريخ المنطقة الزراعي وكونه أول من زرع القمح في التاريخ. مؤكدة على وجود إرادة سياسية خارجية لإدامة الحروب والصراعات في كافة أقطار الوطن العربي مما يمنع نجاح أي جهود تنموية حقيقية في الإقليم مبينة أن قضية فلسطين هي جوهر هذه الصراعات وأطولها أمداً. 

وبينت زعيتر أبرز التحديات التي تواجه "التعاون الجنوبي جنوبي" (الذي يعتبر أهم نموذج للتعاون الإنمائي الدولي الجديد)كغياب سيادة الحكومات وتأثير الممولين وارتزاق بعض المنظمات الأهلية ومحاولة تفريغ الربيع العربي من أهدافه الأصلية.

 ودعت إلى التشبيك بين جميع الحركات الإجتماعية  والمنظمات الأهلية العاملة بموضوع الأمن الغذائي مؤكدة على أهمية التخطيط والتكامل والعمل الجماعي وعدم التشرذم من أجل الوصول إلى الأمن والإكتفاء الذاتي. وطالبت المجتمع المدني في الهند أن يحتل المكانة التي يستحقها والشراكة الفاعلة في قيادة المجتمع المدني العالمي حيث لاحظت أن دوره شبه مهمش نتيجة حصر أولوياته في مشاكله الداخلية. وحيا الحاضرون ذكرى جواهر لال نهرو ومؤتمر باندونغ آملين أن تعود دول الجنوب لمثل ذلك التوجه.

يذكر أن المؤتمر يهدف إلى الوصول إلى فهم مشترك للتحديات الخارجية الحرجة المعنية بالفلاحين والنساء الريفيات والصيادين والرعاة وأصحاب الحيازات الصغيرة، والسعي نحو التخطيط الإستراتيجي حول التحديات المشتركة والإستفادة من الموارد الطبيعية والزراعة المستدامة بالنسبة لصغار المنتجين والرعاة والصيادين والنساء في الريف، بالإضافة إلى بناء حركة لإصلاح الأراضي الزراعية، وتوزيع الأراضي، وإيجاد طرق بديلة للإنتاج والتوزيع تضمن حق المرأة في الأرض. كما تم مناقشة أفضل الطرق للتعاون الجنوبي جنوبي.