مؤتمر الفاو للغذاء في روما فرصة للتكامل مهدورة ومنع عقده في الاقليم خسارة كبيرة | العربية لحماية الطبيعة
الصورة
مؤتمر الفاو للغذاء في روما فرصة للتكامل مهدورة ومنع عقده في الاقليم خسارة كبيرة

عقدت "منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة-الفاو" مؤتمرها الإقليمي الوزاري للشرق الأدنى بدورته الرابعة والثلاثين في مدينة روما بتاريخ ١٠/٥/٢٠١٨  و حضور 11 وزيراً و 144 مشاركاً يمثلون 26 دولة من أصل الدول الثلاثين الأعضاء في الإقليم وثلاث دول بصفة مراقب وسبعة ممثلين عن المجتمع المدني، وكان من المفترض ان يُعقد في بيروت إلا ان احتجاج احدى الدول العربي أدى الى نقله الى روما. 

وقالت  م. رزان زعيتر  رئيسة الشبكة العربية للسيادة على الغذاء ومقرها عمّان ، أن "المكتب الإقليمي للفاو بذل جهوداً مميزة وكبيرة للتحضير للمؤتمر، ولكن النتائج لم ترقَ للتوقعات لأن قرار  وضع أجندة المؤتمر ومسودة التقرير وآلية إشراك المجتمع المدني في التحضير له ؛ كان بيد المقر الرئيسي" ، مما دفع الشبكة للتوصية  بمنح المكتب الإقليمي صلاحيات لوضع الأولويات وتوفير المزيد من اللامركزية و المرونة الكافية لاتخاذ القرارات اللازمة على مستوى الإقليم. وأضافت زعيتر أن المؤتمر لم يخرج بنتائج كافية فعالة تخدم الإقليم من ناحية الأمور المتعلقة بالغذاء والزراعة، كما أن موضوع الصراعات المسلحة ودورها في خلق أزمات الغذاء وتعميق الجوع والفقر، نوقش في جلسة جانبية لم ترد توصياتها في التقرير النهائي، رغم مطالبة وزير الزراعة اليمني والشبكة العربية للسيادة على الغذاء بذلك. 

كما وصفت زعيتر النقاشات التي دارت في جلسات المؤتمر بالشكلية، ناهيك عن انعقاده في روما بعيداً عن إقليم الشرق الأدنى وشمال إفريقيا كما يحصل عادة في الأقاليم الأخرى؛ مما يجعل إقليمنا الوحيد الذي يعقد اجتماعاته خارج نطاق الإقليم مما يعكس حالة التشرذم المحزنة التي تعيشها دولنا وشعوبنا. 

ونوهت زعيتر بإيجابيات الاجتماع كإتاحة الفرصة للشبكة في المؤتمر -الذي أنهى أعماله يوم الأحد الماضي- للتشاور مع وزراء الزراعة في كل من الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان والصومال والسودان ورئيس منظمة التنمية الزراعية في جامعة الدول العربية وكثير من ممثلي الحكومات والخبراء الإقليمين والدوليين، الا ان التوصيات النهائية لم تحظ بالنقاش الكافي لا قبل المؤتمر في دول الإقليم ولا أثناء انعقاده، وبالتالي خرجت ضعيفة.  واشارت زعيتر كمثال؛ الى ظهور توصية -لم تناقش اساساً- تدعو لترويج ما يتعلق بالزراعة المائية لتحقيق الأمن الغذائي  المحلي، كما اشارت الى اهمال توصية هامة -رغم مناقشتها- تدعو لرفع نسبة دعم الزراعة في ميزانيات الدول.

  وقالت أن مثل هذه التوصيات تحتاج إلى نقاش موسع فالزراعة المائية تحتاج لرؤوس أموال كبيرة ومواد كيماوية وخبرات محددة مكلفة، كما أن أسعار المنتجات أعلى من أسعار منتجات الزراعة العادية، وربما يكون لها فائدة في مشاريع التصدير تعود على المستثمرين، ولا علاقة لها بدعم المزارعين الصغار لتوفير الغذاء المحلي.

ورغم احتجاج الشبكة وممثلي دول عدة على هذه التوصية إلا أنها ظهرت في التوصيات النهائية. 

وطالبت زعيتر خلال الإجتماع بعدم استبعاد شبكات المجتمع المدني العربية، التي تمثل بطريقة مباشرة قطاعات واسعة من منتجي الغذاء في العالم العربي، عن المشاورات الإقليمية للمجتمع المدني والتي تسبق عادة المؤتمرات الإقليمية كما حصل في المؤتمر الذي عقد في بيروت مؤخراً، داعية الفاو إلى وضع أسس مرجعية واضحة لإجراء مثل هذه المشاورات بطريقة شفافة وممأسسة وتراكمية في المستقبل.

و طالبت  مديرة العربية مريم الجعجع بإدراج توصية حول تطبيق توجيهات لجنة الأمن الغذائي العالمي. 

وختمت زعيتر أن الوزراء العرب المشاركين في مؤتمر روما لم يأخذوا فرصتهم الكافية في مناقشة البنود التي طرحت في المؤتمر بشكل تشاركي وتكاملي في ما بينهم شأنهم شأن ممثلي منظمات المجتمع المدني المتواجدين هناك والذين لم يحظوا أيضا بهذه الفرصة، آملةً أن يكون حضورهم مستقبلاً مبنياً على استراتيجيات تشاركية تكاملية، علماً أن التوصية الأهم في نظر زعيتر قد تم اغفالها وهي ضرورة الإيقاف الفوري للحروب في المنطقة كشرط أساسي لتحقيق الأمن الغذائي التكاملي في هذا الوطن الكبير.