شاركت العربية لحماية الطبيعة بتقديم حالة دراسية حول "الأسواق الزراعية في فلسطين" للجنة الأمن الغذائي العالمي ومقرها روما، وذلك كجزء من عملية تهدف لربط صغار المزارعين مع الأسواق نظمتها آلية المجتمع المدني في لجنة الأمن الغذائي العالمي. وتم تقديم ورقة عمل في شهر كانون ثاني / يناير 2016 تحت عنوان: "المقاطعة كآلية لممارسة التأثير على السوق: حالة فلسطين تحت الاحتلال". وكانت حالة الدراسة تلك هي الوحيدة المقدمة من المنطقة العربية، وكذلك الحالة الوحدة التي تركز على الأسواق في أوضاع الصراعات أو الحروب أو الاحتلال.

الدراسة، التي أعدتها مسؤولة المناصرة والتأثير في العربية هاجرالعايدي، توضح تأثيرات الاحتلال الإسرائيلي والإغلاقات والخناق المفروض أمام الأسواق الزراعية الفلسطينية، كما تروّج لأسلوب المقاطعة كوسيلة اجتذاب قوة الأسواق، تنصّ على:

"يجب ألا تركز الحلول من أجل الوصول إلى الأسواق فقط على قدرة اللاعبين على العمل بشكل أفضل ضمن نظام غير متوازن، بل يجب أن تتحدى مباشرة حالات الظلم لذلك النظام. في غالبية حالات النزاعات والأزمات الممتدة الأخرى، يجب أن يأتي علاج أعراض المشكلات بالتوازي مع علاج المشكلات نفسها."

يعاني المزارعون الفلسطينيون بشكل كبير في محاولاتهم للوصول إلى الأسواق سواء كان لشراء المواد المستخدمة في الزراعة أو لبيع محاصيلهم ومنتجاتهم الزراعية وذلك جراء القيود التي يفرضها الاحتلال. إن الاتفاق الجمركي الذي وقعته اسرائيل والسلطة الفلسطينية ضمن مقررات اتفاق أوسلو أدى إلى إحداث عجز تجاري كبير في التعاملات التجارية في الضفة الغربية المحتلة ويتمثل بإغراق الأسواق الفلسطينية بالمنتجات الإسرائيلية إضافة إلى فرض قيود شديدة على التجارة الخارجية الفلسطينية. كما أن مشاريع المساعدات الأجنبية تركز عادة على الزراعة المكثفة والمعدة للتصدير مما أدى إلى انخفاض الانتاج الموجه لتغطية الاحتياجات المحلية، علاوة على أن مثل تلك المشاريع غالباً ما تعجز على منافسة المنتجات الإسرائيلية والمشاريع الزراعية الإسرائيلية بما فيها تلك القائمة في المستوطنات غير المشروعة في أراضي الضفة الغربية. إن تنمية المناطق الاقتصادية الخاصة المتعددة، والتي تحظى بتمويل ودعم من جهات مانحة دولية أدى إلى مصادرة الأراضي مقابل تقديم تعويضات قليلة، إضافة إلى أنها أدت إلى خسارة صغار المزارعين لمزارعهم.

وتصف الدراسة آلية مقاطعة المنتجات الإسرائيلية أنها إحدى أشكال مقاومة الاحتلال التي ينفذها الفلسطينيون منذ زمن الانتفاضة الأولى والتي تضمنت أيضاً زيادة الدعم المقدم للمنتجين المحليين، وتعزيز الترابط ما بين المنتجين والمستهلكين، ونشر الوعي حول حالات الظلم المنظم السائد. كما تشير الدراسة إلى النموذج الأوروبي في عرض بطاقة بيان وتوصيف منتجات المستوطنات بدقة كخطوة تستطيع الدول من خلالها دعم صغار المزارعين الفلسطينيين ومساعدتهم.

لتنزيل دراسة "المقاطعة كآلية للتأثير على السوق: حالة فلسطين تحت الاحتلال"، رجاءً زيارة الرابط الإلكتروني:  https://drive.google.com/open?id=0B8k9Dj78FdL9Y1kwVnE2MWRsbms